إن صحة المهبل تؤثر على العديد من جوانب حياة المرأة، و ليس فقط الحياة الجنسية. فهي جزء هام من صحة المرأة عموماً. حيث تؤثر المشاكل المهبلية على خصوبة المرأة. كما تؤثر على الرغبة في ممارسة الجنس و القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية. و عند وجود مشاكل صحية في المهبل، قد تسبب التوتر و مشاكل مع الشريك. و تؤثر على الثقة في النفس. لذلك فمن الضروري معرفة الأعراض، و المؤشرات التي تدل على وجود مشاكل صحية في المهبل، و أساليب حماية صحة المهبل.
المهبل عبارة عن أنبوب من العضلات داخل جسم المرأة. يمتد من عنق الرحم (فتحة الرحم) إلى فتحة المهبل. و هو مصمم للحفاظ على نظافته بشكل طبيعي من خلال المفرزات المهبلية.
ما هي المشاكل الصحية الشائعة المرتبطة بالمهبل:
- مشاكل جنسية و تتضمن ألم دائم أو متقطع، قبل أو خلال أو بعد ممارسة الجنس (عسر الجماع).
- ألم أثناء إيلاج القضيب، قد يعود لتشنجات غير طوعية (لا إرادية) من عضلات جدار المهبل.
- الأمراض المنقولة جنسياً: تؤثر الأمراض الجنسية على المهبل و تتضمن: داء السيلان، الثآليل التناسلية، الزهري، الهربس التناسلي. و قد تشمل الأعراض وجود الإفرازات المهبلية غير الطبيعية أو القروح التناسلية.
- التهاب المهبل: إن الإصابة بالعدوى أو وجود تغيرات في التوازن الطبيعي للخميرة المهبلية و البكتيريا، قد تسبب الالتهابات المهبلية. و تتضمن الأعراض وجود مفرزات مهبلية، رائحة كريهة، ألم و حكة.
- استرخاء قاع الحوض: إذا أصبحت ( الأربطة الداعمة و الأنسجة الضامة التي تحمل الرحم ) ضعيفة، قد ينزلق الرحم أو المثانة أو المستقيم إلى المهبل (هبوط أو انسدال). نتيجة لذلك فإن المهبل أيضاً ينسدل للأسفل، مما يؤدي للإصابة بالسلس البولي خلال العطاس أو السعال.
- المشاكل الصحية الأخرى: الكيسات المهبلية قد تسبب الألم خلال ممارسة الجنس. سرطان المهبل و الذي يظهر في البداية على شكل نزيف مهبلي بعد سن اليأس أو بعض ممارسة الجنس.
أعراض وجود مشاكل صحية في المهبل:
- تغير في لون أو رائحة أو كمية المفرزات المهبلية.
- احمرار المهبل و الحكة و التهيج.
- وجود كتلة أو انتفاخ في المهبل.
- نزف مهبلي بين فترات الحيض أو بعد ممارسة الجنس أو بعد سن اليأس.
العوامل التي تؤثر على صحة المهبل و أساليب الوقاية من الأمراض:
الجنس:
إن ممارسة الجنس دون حماية، قد تؤدي للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً. قد تدخل بعض البكتيريا و الفيروسات إلى المهبل خلال ممارسة الجنس. و هذه الكائنات المُمرضة، قد تسبب الأمراض المنقولة جنسياً، مثل داء السيلان و الزهري و متلازمة نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
من الممكن حماية المهبل ضد هذه الأمراض، عن طريق استخدام الواقي الذكري في كل مرة تتم فيها ممارسة الجنس.
كما قد تؤدي ممارسة الجنس القسري أو إصابة منطقة الحوض إلى حدوث صدمة للمهبل.
وجود بعض المشاكل الصحية أو تناول بعض الأدوية:
- مثل التهاب بطانة الرحم أو التهاب الحوض، قد يسبب ألم عند ممارسة الجنس.
- وجود تندب من إجراء عملية جراحية للحوض، أو استخدام بعض علاجات السرطان، أيضاً قد تسبب الألم عند ممارسة الجنس.
- استخدام بعض المضادات الحيوية قد يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بعدوى الخميرة المهبلية.
التحكم بالنسل و المناديل المعطرة النسائية و مزيل للروائح المهبلية:
تختلف طبيعية الأجسام من شخص لآخر. بعض النساء قد تستخدم المناديل المعطرة، و لا تسبب لها أي إزعاج أو تهيج. بينما قد تسبب الإزعاج لامرأة أخرى. لكن بشكل عام فإن هذه المنتجات المعطرة، قد تؤثر على توازن البكتيريا النافعة الطبيعية.
كما قد تؤدي وسائل منع الحمل مثل الواقي الذكري أو المواد التي تقضي على النطاف، إلى تهيج المهبل.
الالتهابات بعد الولادة، أو استخدام الفوط النسائية العازلة الداخلية للنساء لمدة أكثر من 8 ساعات، قد تسبب زيادة خطورة متلازمة الصدمة السامة. و هي من المضاعفات الخطيرة و النادرة المهددة للحياة الناتجة عن الالتهابات البكتيرية.
الحمل و الولادة:
عندما تكون المرأة حامل، معنى ذلك أن الدورة الشهرية (فترة الحيض) لديها سوف تتوقف إلى حين الولادة. خلال الحمل، غالباً ما تزداد المفرزات المهبلية.
التمزق المهبلي شائع الحدوث أثناء الولادة الطبيعية. في بعض الحالات، تحتاج المرأة إلى بضع الفرج (إجراء شق في الأنسجة بين فتحة المهبل و فتحة الشرج) خلال الولادة. إن التعرض للولادة الطبيعية، قد يؤدي إلى خفض قوة العضلات في المهبل.
المواظبة على ممارسة تمارين كيجل من الأساليب الفعالة لتقوية عضلات المهبل.
المشاكل النفسية:
القلق و الاكتئاب قد يساهم في خفض نسبة الإثارة الجنسية، مما ينتج عنه عدم الراحة أو الألم أثناء ممارسة الجنس.
التعرض لصدمة مثل الجنس القسري أو الاغتصاب، أو تجربة جنسية مؤلمة أولية، قد تؤدي للألم المرتبط بممارسة الجنس.
مستوى الهرمونات:
إن التغيرات في مستوى الهرمونات، قد تؤثر على المهبل. على سبيل المثال، ينخفض إنتاج هرمون الاستروجين بعد سن اليأس، و خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
إن انخفاض الاستروجين، قد يؤدي لترقق بطانة المهبل (ضمور المهبل)، مما يجعل ممارسة الجنس مؤلمة.
المفرزات المهبلية:
بالإضافة لفترة الحيض، التي تُعتبر جزء أساسي من الدورة الشهرية، فمن الطبيعي إنتاج مفرزات مهبلية بيضاء اللون. هذه المفرزات المخاطية يتم إنتاجها من عنق الرحم.
المفرزات المهبلية لا تدل دائماً على أعراض مرضية. التغيرات في كمية المفرزات المهبلية ترتبط 100% بالتغيرات الهرمونية مع اختلاف أيام الدورة الشهرية أو الحمل أو بعد سن اليأس. تختلف كمية المفرزات المهبلية مع اختلاف أيام الدورة الشهرية. فمع اقتراب موعد الإباضة، تصبح المفرزات المهبلية أكثر سمكاً مثل قوام بياض البيض النيء.
المفرزات المهبلية الصحية تكون بدون لون و لا رائحة قوية. قد تشعر المرأة بعدم الراحة و الرطوبة، لكن يجب ألا يرافق ذلك الحكة أو الحرقة أو التهيج حول المهبل.
عند وجود أي تغيرات في المفرزات المهبلية، بحيث تبدو غير طبيعية، مثل تغير في اللون أو وجود رائحة أو حكة، يجب مراجعة الطبيب. فهذه الأعراض تشير لوجود التهابات مهبلية عادةً.
بكتيريا في المهبل:
يوجد العديد من البكتيريا النافعة داخل المهبل، و هي موجودة لحماية الجسم. يحتوي المهبل على كمية بكتيريا أكثر من وجودها في أي مكان آخر في الجسم بعد الأمعاء. لكن وظيفة هذه البكتيريا حماية الجسم.
فوائد البكتيريا النافعة في الأمعاء:
- الحفاظ على توازن pH أقل من 4.5 (أي حموضة المهبل)، مما يمنع نمو البكتيريا الممرضة في المهبل، و يعزز نمو البكتيريا النافعة. عند ازدياد نسبة ال pH يصبح مهبل أقل حموضة. فتتكاثر البكتيريا الممرضة، و تحدث التقرحات و الالتهابات المهبلية، مما يؤدي للحكة و التهيج و وجود مفرزات غير طبيعية.
- إنتاج مضادات حيوية طبيعية للقضاء على البكتيريا الممرضة التي تحاول دخول المهبل. عند حدوث خلل في توازن البكتيريا النافعة الموجودة في المهبل، قد يؤدي ذلك للإصابة بالعدوى و الالتهابات.
غسل المهبل:
من الأفضل تجنب استخدام الصابون المعطر و الجل و المطهرات، لأنها تؤثر على توازن البكتيريا النافعة، و قيمة ال pH الموجودة في المهبل، مما يسبب التهيج. يُنصح باستخدام صابون غير معطر، لغسل المنطقة حول المهبل بلطف كل يوم. فالمهبل يقوم بتنظيف نفسه من الداخل، بواسطة المفرزات المهبلية الطبيعية.
خلال فترة الحيض، يفضل تنظيف المهبل أكثر من مرة في اليوم. و من الضروري أيضاً الحفاظ على نظافة منطقة العجان بين المهبل و فتحة الشرج.
الغسولات المهبلية:
تستخدم بعض النساء الغسولات المهبلية لتنظيف المهبل، لكن استخدام الغسول المهبلي قد يؤثر على البكتيريا النافعة التي تعيش بشكل طبيعي داخل المهبل. لذلك لا ينصح بالمواظبة على استخدام الغسولات المهبلية بشكل دائم.
فحص عنق الرحم:
ينصح جميع النساء اللاتي تتراوح أعمراهن من 25-64 سنة من إجراء فحص دوري لعنق الرحم. فعند إجراء هذه الفحوصات بشكل منتظم، من الممكن الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية تحدث داخل الرحم، و في حال الضرورة يتم تلقي العلاج المناسب لمنع تطور السرطان.
المراجع:
https://www.womenshealthmag.com/health/healthy-vagina
https://www.nhs.uk/Livewell/vagina-health/Pages/keep-vagina-clean.aspx
https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/womens-health/in-depth/vagina/art-20046562
https://www.everydayhealth.com/womens-health-pictures/hygiene-rules-for-a-healthy-vagina.aspx