أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
نشرتُ سابقاً سلسلة قصيرة عن برنامج الحمية لمكافحة التهابات الجسم.
ونظراً للإقبال الكبير الذي حظيت به هذه المقالات. و التفاعل و الأسئلة التي وردتني بعد هذه السلسلة. مما شجعني على تكرار التجربة مع موضوع جديد.
اليوم وبإذن الله تعالى سوف أبدأ بسلسلة قصيرة جديدة عن برنامج القضاء على حب الشباب.
أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة وشكراً لمتابعتكم واهتمامكم.
تحدثنا سابقاً عن مشكلة حب الشباب و أسبابها.
ذكرنا تأثير نوعية الطعام على البشرة. و كيف نحصل على بشرة صافية خالية من حب الشباب.
ثم انتقلنا إلى أفضل العلاجات المنزلية للقضاء على أثر الندبات أو علامات حب الشباب. لتغطية المزيد من المعلومات.
أما في مقال اليوم سوف نُقيّم مستوى الخطورة لكلِ منا. والعوامل الخطيرة التي تسبب ظهور حب الشباب.
العوامل المسببة لظهور حب الشباب:
- عوامل وراثية
- خلل في مستوى الهرمونات
- نوعية النظام الغذائي والاضطرابات الهضمية
- النظافة والعناية الشخصية
1. العوامل الوراثية:
على الرغم أنه لا يوجد جين أو عامل وراثي واحد معين مسبب لحب الشباب. لكن تشير الدراسات، أن جزء معين من المورثات الجينية، بإمكانها أن تزيد حساسية البشرة للتقلبات الهرمونية والالتهابات التي قد يعاني منها البعض بسبب حب الشباب.
لن يقف الأمر هنا فلا داعِ للقلق. أي إذا كان أبويك أو إخوتك ممن يعانون سابقاً من حب الشباب، هذا لن يكن مرآة مباشرة على وجهك. لكن سيزودك بفكرة مبدئية لتقييم احتمالية ظهور حب الشباب لديك. وبالتالي من الضروري معرفة أسبابها، والعوامل المؤثرة عليها لتجنبها.
2. التقلبات الهرمونية:
تُعتبر مشكلة حب الشباب هي المشكلة الأكثر شيوعاً لدى المراهقين في مرحلة البلوغ.
عندما تبدأ مرحلة البلوغ، أو بالأصح عندما تبدأ مرحلة التغيرات الهرمونية في الجسم التي تسبق مرحلة البلوغ. سيختبر المراهق تقلبات واضحة جداً في مستوى الهرمونات، التي تساعدهم على تطوير الأعضاء التناسلية.
هذه التقلبات في مستوى الهرمونات، ضرورية جداً لانتقال الشخص من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
التقلبات الشديدة في مستوى هرمون التستوسترون والإستروجين، يحفز على زيادة إنتاج مادة الزُهم من الغدد الدهنية الموجودة في الجلد. ويسبب انسداد مسام البشرة. وتحتجز حويصلات الشعر بكتيريا الجلد المسؤولة عن ظهور حب الشباب.
أما عن سبب التقلبات الهرمونية قد تحدث بسبب عدة عوامل أيضاً، ليس فقط بسبب تغيرات مرحلة النمو.
أسباب التقلبات الهرمونية:
الأمراض:
مثل متلازمة مبيض متعدد الكيسات، و تضخم الغدة الكظرية (خلل وراثي) أو متلازمة كوشينغ (فرط كورتيزول الدم).
تناول أدوية معينة:
مثل الأندروجينات (أشهرها التستوسترون)، أو الستيروئيدات القشرية التي توصف في الحالات الالتهابية، أو مثل مادة الليثيوم التي توصف لعلاج اضطراب ثنائي القطب.
النظام الغذائي و نوعية الأطعمة المتناولة:
مثل فرط استهلاك السعرات الحرارية والكربوهيدرات والسكريات ونقص الفيتامينات والمعادن.
أنماط الحياة اليومية:
مثل أنماط الحياة المستقرة التي تفتقر للنشاط البدني والرياضة.
يُعتبر نمط الحياة من أنماط الحياة المستقرة، إذا قضيت 7-8 ساعات من ساعات الاستيقاظ في اليوم، والجسم في وضعية استلقاء أو جلوس.
حتى لو كان الجلوس في العمل أو المدرسة. وهو ما يشكل حوالي 55-60% من فترة استيقاظك، و أنت في وضعية مستقرة خالية من الحركة!
إن ممارسة الرياضة بانتظام، (عدا عن فعاليتها في تحسين عمليات الاستقلاب)، تساعد الجسم على تنظيم النوم وتحسين عمل الغدة الكظرية.
مما يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) ضمن الحد الطبيعي.
ارتفاع الكورتيزول يحفز على تحرير سكر الدم. فإذا لم تنضبط مستويات الكورتيزول وسكر الدم، سينتج عن ذلك ظهور حب الشباب.
من ناحية أخرى، فإن ممارسة التمارين الرياضية تحسن حساسية الجسم لهرمون الأنسولين. وتساهم في الوقاية من مشكلة مقاومة الأنسولين.
حالات التوتر و الضغوطات:
- أشهرها الضغط النفسي أو التوتر العاطفي. و ذكرنا تأثيراته سابقاً على الرابط.
- لكن هنالك أشكال أخرى من التوتر، وهو التوتر البدني: يحدث التوتر البدني نتيجة: قلة ممارسة الرياضة أو قلة الغذاء أو قلة النوم. نميل لتعدد المهام و عيش نمط حياة متسارعة مليئة بالضغوطات و العمل. تفتقر للاحتياجات الثلاثة الأساسية، للتمتع بحياة صحية، ألا وهي الرياضة و النوم و النظام الغذائي الصحي!
- التوتر الكيميائي يحدث نتيجة وجود محفز ضار للجسم، مثل تناول أدوية معينة و التدخين أو الكحول أو التعرض للأشعة أو تناول مكونات صناعية محضرة مسبقاً أو انخفاض نسبة مضادات الأكسدة.
هرمون الكورتيزول:
هو الهرمون المعروف باسم هرمون التوتر. حيث يقوم الجسم بزيادة تحرير هذا الهرمون في حالات التوتر والضغوطات. وعندما ترتفع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، يؤدي ذلك لزيادة ظهور حب الشباب.
بالنسبة للمرأة التي تعاني من حب الشباب نتيجة التقلبات الهرمونية بعد مرحلة البلوغ:
فغالباً ما تعاني أيضاً من خلل و عدم انتظام في الدورة الشهرية.
في هذه الحالات، تصبح البشرة أكثر حساسية وتميل لظهور حب الشباب بشكل متوقع شهرياً، تبعاً لتقلبات الدورة الشهرية.
هنا غالباً ما يرتبط حب الشباب بارتفاع مستويات الإستروجين بشكل كبير، بالمقارنة مع مستويات البروجسترون، خاصةً في النصف الثاني من الدورة الشهرية. مما ينتج عنه ظهور حب الشباب غالباً قبل بدء الحيض.
في حالات أخرى، ترتفع مستويات الأندروجين عند المرأة (مثل هرمون التستوسترون في أغلب الأحيان)، كما في حالات متلازمة مبيض متعدد الكيسات. مما يحفز على ظهور حب الشباب أيضاً.
بالنسبة للرجل الذي يعاني من حب الشباب بعد مرحلة البلوغ:
غالباً ما يرتبط الأمر بزيادة ارتفاع مستويات هرمونات الأندروجين، نتيجة وجود مشاكل صحية كامنة، تؤدي لفرط إنتاج الأندروجين من الخصيتين والغدد الكظرية.
كما قد ترتفع مستويات هرمونات الأندروجين نتيجة زيادة التحول من هرمونات أخرى في الجسم.
فرط إنتاج هرمون التستوسترون قد يؤدي لزيادة التحول و ارتفاع مستويات هرمون آخر، يعرف باسم ثنائي هيدروتستوسترون dihydrotestosterone DHT.
بالنسبة للرجال، يتحول تقريباً 5-10% من من هرمون التستوسترون إلى ثنائي هيدروتستوسترون. و عندما ترتفع مستويات DHT يؤدي ذلك لتساقط الشعر و تضخم البروستات و ظهور حب الشباب.
3. الأطعمة المتناولة وسوء التغذية والاضطرابات الهضمية:
نشرت سابقاً مقالاً بعنوان نوعية الطعام و حب الشباب.. ما هي أفضل و أسوأ الأطعمة للبشرة و حب الشباب؟
إن عدم الحصول على كميات كافية من الفيتامينات و المعادن أو غيرها من المواد الغذائية، قد يؤثر على عمليات الاستقلاب.
فالجسم بحاجة لهذه المواد الغذائية ليدعم عمل الأنزيمات المسؤولة عن أداء وظائف الجسم. بما في ذلك ترميم الأنسجة التالفة وتجديد الخلايا.
نقص بعض الفيتامينات و المعادن:
تشير الدراسات أن نقص فيتامين أ و فيتامين د و عنصر الزنك من النظام الغذائي، له ارتباط وثيق في ظهور حب الشباب.
فرط استهلاك السكريات و الكربوهيدرات يؤدي لارتفاع نسبة العوامل الالتهابية في الجسم. و التي بدورها تؤدي لزيادة العرضة لظهور حب الشباب.
الاضطرابات الهضمية:
على الرغم من أن الجلد والجهاز الهضمي هما جهازان مختلفان في الجسم، ولكل منهما وظائف مختلفة عن الآخر. لكن هنالك ارتباط وتأثير على بعضهما البعض.
صحة الجسم من الداخل وصحة الجهاز الهضمي خاصةً، تنعكس ويظهر تأثيرها بوضوح على البشرة.
عندما لا يعمل الجهاز الهضمي بشكل فعال، فإن العناصر الالتهاببة مثل الجزيئات التي لم يتم هضمها بشكل صحيح، بالإضافة للفطريات والبكتيريا والفيروسات، قد تدخل لمجرى الدم على شكل عناصر التهابية. وتنتقل عبر جهاز الدوران وتحفز على حدوث ردود أفعال مناعية مؤدية للالتهابات.
يشكل الجلد مساحة كبيرة من سطح الجسم، وبالتالي من الطبيعي أن تبدو عليه ردود الأفعال الالتهابية ويتطور حب الشباب.
- الإسهال و الإمساك:
من أشكال الاضطرابات الهضمية، الإمساك أو الإسهال.
- الإمساك: عندما يعاني الشخص من الإمساك وكسل في حركة الأمعاء، لا يستطيع الجسم التخلص من نواتج عمليات الاستقلاب والفضلات بشكل كامل فعال. مما يؤدي لإعادة امتصاص و دوران هذه المواد الضارة في مجرى الدم. نتيجةً لذلك قد يظهر تأثير هذه المواد على سطح الجلد كاستجابة التهابية.
- من ناحية أخرى فإن الإصابة بالإسهال قد يؤدي لسوء امتصاص المواد الغذائية. فلا يحصل الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها ليؤدي عمله بشكل فعال. مما ينتج عنه التجفاف و سوء التغذية و التهاب الجلد على شكل بعض أنواع حب الشباب.
4. النظافة و العناية الشخصية:
العناية بالنظافة الشخصية أمر هام جداً للسيطرة على نسبة البكتيريا الموجودة على سطح الجلد. خاصةً في المرحلة التي يكون بها الفرد أكثر عرضة لظهور حب الشباب، أي في مرحلة البلوغ.
العناية بالبشرة هو ليس الحل و لا العلاج لحب الشباب. لكنه يساعد في التحكم بكمية البكتيريا و حب الشباب.
الحفاظ على نظافة البشرة بشكل روتيني معتدل، و تجنب لمس البشرة المتكرر، يساهم في الوقاية من انسداد مسام البشرة التي تحتجز البكتيريا تحتها. وبالتالي الوقاية من ظهور حب الشباب أو تخفيف شدته.
و للحديث تتمة 🙂
في المقال التالي بإذن الله تعالى، سوف نكمل سلسلة برنامج القضاء على حب الشباب. و نذكر كيفية تأثير الطعام على ظهور حب الشباب.
المرجع:
The complete Acne health and diet guide
For Dr. Makoto Trotter BSc, ND