أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام.
تحدثنا سابقاً عن مشكلة مقاومة الأنسولين و أهم أعراضها و أسبابها و المشاكل الصحية المرتبطة بها.
أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف نكمل الموضوع عن المضاعفات الناتجة و أساليب العلاج و أهم الأطعمة المسموحة و الممنوعة للتغلب على مقاومة الأنسولين.
الحالات الأكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين:
(العوامل الخطيرة المؤدية لتطور الإصابة بمقاومة الأنسولين) :
- زيادة الوزن و البدانة، خاصةً إذا كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من 25. يمكنك حسب مؤشر كنلة الجسم كما يلي = وزن الجسم بال كغ/مربع الطول بالأمتار
- إذا كان محيط الخصر أكبر من 40 انش (100 سم) للرجل و أكبر من 35 انش (87.5 سم) بالنسبة للنساء.
- إذا كان العمر أكبر من 40 سنة.إذا كان ضغط الدم = 130/80 أو أعلى.
- إذا كان أحد أفراد العائلة (القريبين من الدرجة الأولى) مصاباً بداء السكري النمط الثاني أو ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين.
- إذا كانت المرأة لديها السكري الحملي سابقاً.
- الإصابة سابقاً بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الشحوم الثلاثية في الدم أو ارتفاع الكولسترول الضار.
- الإصابة بمتلازمة مبيض متعدد الكيسات.
- إذا كان مستوى السكر في الدم أثناء الصيام (فترة الامتناع عن الطعام) أعلى من 100 ملغ/دل
- إذا كان مستوى الشحوم الثلاثية في الدم أثناء الصيام أعلى من 150 ملغ/دل
الاختبارات و التشخيص:
يستطيع الطبيب تشخيص مشكلة مقاومة الأنسولين من خلال:
- الاطلاع على تفاصيل التاريخ الصحي السابق للمريض.
- بالإضافة لإجراء الفحوصات البدنية و بعض التحاليل المخبرية بالاعتماد على العوامل الخطيرة لكل حالة.
- بشكل عام، فإن إجراء تحليل لمستوى السكر في الدم و مستويات الأنسولين أثناء الصيام، هي كافية لتقييم مشكلة مقاومة الأنسولين.
هل يمكننا مكافحة مشكلة مقاومة الأنسولين و علاجها؟
نعم يمكننا ذلك و الحمد لله. و الخطوة الأولى و الأساسية هي بإجراء تغييرات على أنماط الحياة اليومية:
- مثل نوعية النظام الغذائي و مستوى النشاط و التمارين الرياضية و أخيراً الأدوية!
- إنقاص الوزن يساعد في التغلب على مشكلة مقاومة الأنسولين، من خلال الحمية الغذائية و ممارسة التمارين الرياضية.
بهذه الطريقة يمكنك أيضاً الوقاية من الإصابة بداء السكري النمط الثاني.
ما هو النظام الغذائي و الحمية اللازمة لعلاج مقاومة الأنسولين؟
إن الحاجة للأنسولين تتغير تبعاً للنظام الغذائي.
تنخفض الحاجة للأنسولين عند خفض استهلاك الكربوهيدرات في النظام الغذائي.
يتم امتصاص الكربوهيدرات داخل الجسم، لتتكسر إلى مكوناتها من السكريات.
يشير المؤشر المرتفع لمستوى السكر في الدم إلى أن بعض الكربوهيدرات تتحلل و تمتص بشكل أسرع من غيرها.
هذه الكربوهيدرات تؤدي لزيادة مستوى السكر في الدم بشكل أسرع. و بالتالي تتطلب تحرير كميات أكبر من الأنسولين، للتحكم بمستويات الغلوكوز في الدم.
من الأمثلة عن الكربوهيدرات ذات المؤشر المرتفع لمستوى السكر في الدم (أي التي تسبب ارتفاع سريع و مفاجئ لمستويات الجلوكوز في الدم) :
- السكريات غير المكررة مثل عصير الفواكه و سكر الطعام
- الخبز الأبيض
- منتجات الذرة و البطاطا غير المكررة مثل الخبز و البطاطا المهروسة و الدونات و رقائق الشيبس و البطاطا المقلية).
من الأمثلة عن الأطعمة ذات المؤشر المنخفض لمستوى السكر في الدم، تتضمن ما يلي:
- الخضروات غير النشوية مثل البروكلي و الجزر و البازلاء و الخضروات ذات الأوراق الخضراء.
- الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من الألياف مثل الأرز البني و الخبز الأسمر من الحبوب الكاملة.
طبعاً لا يقتصر الأمر على الأطعمة فحسب. بل يجب تطبيق ذلك أيضاً على المشروبات المرافقة المتناولة!
ما هي الأطعمة التي تساعدنا على علاج مقاومة الأنسولين و الوقاية من داء السكري النمط الثاني:
- الخضروات و الفواكه التي تزودنا بالألياف و الفيتامينات و المعادن.
- منتجات الأجبان و الألبان قليلة الدسم التي تزودنا بالكالسيوم و تقوي العظام.
- تجنب منتجات الألبان كاملة الدسم، لأنها قد تؤدي لزيادة مقاومة الأنسولين.
- منتجات الحبوب الكاملة لها مؤشر منخفض لمستوى السكر في الدم و أغنى بالألياف الغذائية، بالمقارنة مع الحبوب المكررة.
- البذور و المكسرات فهي تحتوي على الألياف و البروتينات و الدهون الصحية.
- الأسماك و التونا و السردين
- اللحوم الهزيلة أو البقوليات من المصادر الممتازة للبروتينات.
ما هي المضاعفات الناتجة عن مقاومة الأنسولين و كيفية علاجها؟
ترتبط مشكلة مقاومة الأنسولين مع الإصابة بداء السكري النمط الثاني.
يمكننا عكس هذه العملية و علاج مقاومة الأنسولين من خلال:
- إنقاص الوزن
- اتباع نظام غذائي صحي
- الإقلاع عن التدخين
- الحصول على كمية كافية من النوم
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
ما هو العلاج الدوائي للقضاء على مشكلة مقاومة الأنسولين؟
إذا لم تنفع كافة الأساليب السابقة في علاج مقاومة الأنسولين و في الحالات الشديدة المستعصية، يتم اللجوء للأدوية العلاجية.
ميتفورمين (غلوكوفاج) هو الدواء العلاجي الأول المستخدم لعلاج داء السكري النمط الثاني.
يعتمد آلية عمله على منع الكبد من تحرير الغلوكوز داخل الدم. و زيادة حساسية العضلات و الخلايا الدهنية للأنسولين. مما يسمح لهذه الخلايا بسحب الغلوكوز من مجرى الدم.
و بالتالي فإن مادة ميتفورمين ستقوم بخفض مستويات الأنسولين في الدم، بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم. و بالتالي لم يعد يحتاج البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من الأنسولين.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية. أتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المطلوبة. دمتم بخير
المراجع و الصورة المرفقة: