إن اتباع الحمية المضادة للالتهابات، هي أفصل طريقة للتحكم بالوزن و تعزيز صحة الجسم والوقاية من الأمراض.
المواظبة على اتباع الحمية المضادة للالتهابات، ستساعدك على الوصول للوزن المثالي، وتأخير مظاهر الشيخوخة، و خفض نسبة الحساسية والألم.
هذا البرنامج المرن، يمكنك اتباعه بسهولة. وهو الحل الأمثل لكافة أفراد العائلة.
من خلال هذه السلسلة القصيرة لمكافحة الالتهابات:
- سوف نحدد في البداية تقييم بسيط لمستوى الخطورة لديك (الجزء 1).
- ثم نتابع كيفية تأثير الطعام الذي نتناوله على آلية الالتهابات في الجسم (الجزء 2).
- و ماهي الخطوات الواجب اتباعها لتخليص الجسم من الالتهابات وأفضل الوصفات و البرامج الغذائية لمكافحة الالتهابات (الجزء 3).
أتمنى أن تستمتعوا في هذه الرحلة وتجدوا الفائدة المطلوبة.
الجزء 1:
الالتهاب القاتل الصامت: تحديد مستوى الخطورة لديك:
تعتبر مشكلة الالتهابات في الجسم، هي مشكلة شائعة جداً ولها تأثير على مختلف أجهزة ووظائف الجسم.
- حسناً، ما هي العوامل الخطيرة المؤدية لذلك؟ و من هم الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بمختلف الالتهابات؟
- ماذا يمكننا أن نفعل لمكافحة الالتهابات والتغلب عليها؟
إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل أو الربو أو الحساسية، فأنت حتماً مدرك لوجود التهابات في جسمك.
لكن هنالك أنواع أكثر خطورة من الالتهابات قد لا تدرك وجودها لديك.
الالتهاب غير المرئي الصامت:
الذي لا تشعر بوجوده، الذي يهاجم الخلايا والأوعية الدموية والأعضاء لسنوات طويلة، دون أن يسبب لك أي أعراض!
لكن بعد مرور سنوات طويلة، يظهر تأثيره بشكل ينعكس على صحتك، على شكل أمراض القلب أو السرطان أو الزهايمر.
أي شخص منا مُعرّض لهذه الأنواع من الالتهابات. لكن هنالك عدة عوامل لها دور في زيادة هذه الخطورة أو إنقاصها.
على سبيل المثال، زيادة الوزن ستؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالالتهابات.
في مقالنا لليوم، سوف نسلط الضوء على الخطوة الأولى من برنامج مكافحة الالتهابات. ألا وهي تقييم صحة جسمك ومعرفة العوامل المسببة للالتهابات لدى كل فرد منا.
كل شخص منا بإمكانه إجراء تقييم مبدئي بسيط لوضعه الصحي، ومعرفة الخطوات اللازم اتخاذها لخفض خطورة الالتهابات.
الأعراض المرافقة للالتهابات أحياناً، هي في الحقيقة مؤشر مفيد ينبّه الجسم على وجود خلل ما:
مثلاً الألم الناتج عن الالتهاب، ينبّه الجسم لضرورة التوقف عن العمل أو الحركة التي سببت له الالتهاب. فتُنذر الجسم لوجود عطب ما هنا بحاجة للانتباه.
عند التواء الكاحل:
- حدوث ألم أو تورم وانتفاخ و حرارة، يُنبّه الجسم لوجود ضرر ما بحاجة لراحة وعلاج. فهو لحماية الجسم أساساً.
- تدفق الدم و السوائل للمنطقة المصابة، يعمل كخط دفاع أول لحماية العضو المصاب والتوقف عن الحركة، لمنع حدوث المزيد من الضرر والتلف.
عند التعرض لعدوى أو جرح ما:
سواءً عدوى بكتيرية أو فيروسية. فإن أعراض الالتهاب، هي التي ترشدنا لوجود خلل ما.
- فترتفع الحرارة، (كوسيلة من الجهاز المناعي للقضاء على الميكروبات المسببة للعدوى). حيث يصبح الجسم بيئة غير مناسبة لها للعيش.
- الاحمرار و التورم المحيط بالمنطقة المصابة أو الجرح الملتهب، هي بسبب ملايين كريات الدم البيضاء التي جاءت للمنطقة المصابة لمكافحة العدوى.
إذاً الالتهابات في هذه الحالات هي مفيدة لصحة الجسم. ولها دور أساسي في حماية الجسم وشفائه من الأمراض.
لكن فرط الالتهابات المزمنة في الجسم، هي التي تسبب لنا الأمراض بدلاً من مكافحتها.
مختلف حالات الحساسية، هي نوع آخر من الاستجابة الالتهابية غير الفعالة. حيث يبدأ الجهاز المناعي بمحاربة نفسه ومحاربة عوامل غير ممرضة أساساً، مثل حبات الطلع و فراء الحيوانات.
هذه الأنواع من الالتهابات ليس لها أي دور مفيد لحماية الجسم من الأمراض. بل على العكس، هي التي ستؤدي لاحقاً إلى أمراض مزمنة.
الأمراض الناتجة عن فرط الالتهابات في الجسم:
- الأمراض القلبية
- داء الزهايمر
- السرطان
- البدانة
- داء السكري
- أمراض المناعة الذاتية
- الربو
- الحساسية
- التهاب المفاصل
- أمراض البروستات
لماذا تعتبر الالتهابات من المشاكل الصحية الشائعة جداً؟
طالما أن الالتهابات هي استجابة طبيعية وجزء ضروري لحماية الجسم ضد العوامل الممرضة. إذاً لماذا يعاني الكثير من فرط الالتهابات المزمنة؟
تعمل الاستجابة الالتهابية في الجسم بطريقتين:
- الأولى هي المسببة للالتهاب
- الثانية هي المضادة للالتهاب
تنتج الخلايا العديد من العوامل الكيميائية الالتهابية و المضادة للالتهابات (التي تُعرف باسم بروستاغلاندين).
تستخدم هذه الخلايا المواد الغذائية من الطعام الذي نتناوله (خاصةً الأحماض الدسمة)، لتصنيع البروستاغلاندين.
يتم تحرير البروستاغلاندين في الأنسجة، استجابةً لإشارات الجهاز المناعي. فتعزز حدوث الالتهابات عند وجود خطر. و تُزيل الالتهاب عند زوال الخطر.
أي بعبارة أخرى، فإن الجسم ينتج البروستاغلاندين عن طريق المركبات التي يأخذها من الطعام الذي تنتاوله.
هنالك أنواع محددة من الأحماض الدسمة (الأوميغا6) هي التي تتحول لعوامل التهابية. بينما أنواع أخرى من الأحماض الدسمة (الأوميغا3) هي التي تتحول لعوامل مضادة للالتهاب.
و هنا تكمن المشكلة. عندما يحدث خلل في توازن العوامل الالتهابية و العوامل المضادة للالتهاب.
للحفاظ على التوازن بين العوامل الالتهابية والعوامل المضادة للالتهاب، يعتمد الجسم على حمية متوازنة من كافة العناصر الغذائية.
تكمن المشكلة، عندما نُكثر من تناول الأطعمة التي ترفع نسبة الالتهابات، على حساب الأطعمة المضادة للالتهابات.
- فرط استهلاك الحلويات والأطعمة الغنية بالنشويات والأطعمة المعالجة المحضرة مسبقاً. جميع هذه العادات الغذائية السيئة تساهم في ارتفاع نسبة العوامل الالتهابية في الجسم، بما في ذلك أوميغا6.
- وفي الوقت ذاته، قلة استهلاك الخضروات والفواكه والبقوليات، تخفض نسبة العوامل المضادة للالتهاب، بما في ذلك أوميغا3.
وبالتالي نتيجة ذلك، هو ارتفاع نسبة العوامل الالتهابية في الدم.
العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بالالتهابات المزمنة:
بالإضافة للنظام الغذائي غير المتوازن، هنالك بعض العوامل التي تلعب دوراً في زيادة خطورة الإصابة بالالتهابات. و تتضمن ما يلي:
التدخين:
يؤدي التدخين لتشكل الجزيئات الحرة الضارة الناتجة عن عمليات الأكسدة السامة.
والتي بدورها تنتج العوامل الالتهابية في الأنسجة. و تؤثر بشكل خاصة على الخلايا المبطنة للمجاري التنفسية والأوعية الدموية.
الوزن الزائد:
الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن سواء الأطفال أو البالغين، لديهم مستويات أعلى من العوامل الالتهابية في الدم، بالمقارنة مع الأفراد ذوي الوزن الصحي المثالي.
أنماط الحياة المستقرة:
لا يخفى أهمية الرياضة وفوائدها على مختلف وظائف وصحة الجسم. بما في ذلك فعاليتها في زيادة إنتاج العوامل المضادة للالتهاب، و تقوية المناعة ومكافحة الأمراض.
وبالتالي قلة ممارسة الرياضة و اتباع نمط حياة غير نشيط، سيؤدي لارتفاع خطورة الالتهابات وضعف مناعة الجسم.
حالات التوتر والضغوطات:
الحياة ضمن أجواء مليئة بالتوتر المزمن، سينعكس حتماً على صحة أجسامنا، و يؤدي لارتفاع نسبة هرمونات التوتر الكورتيزول والأدرينالين.
فرط التعرض للشمس دون حماية:
أشعة الشمس فوق البنفسجية، تساهم في تشكيل الجزيئات الحرة الضارة والعوامل الالتهابية. ذلك في حال التعرض للشمس دون استخدام واقي شمسي.
أولى هذه العمليات الالتهابية التي تحدثها أضرار أشعة الشمس، هي خطوط التجاعيد وتصبغات الجلد والذي قد يتطور لاحقاً لسرطان الجلد!
العلاج بالهرمونات البديلة:
تشير الدراسات أن النساء التي اعتمدن على العلاج بالهرمونات البديلة، كانت مستويات العوامل الالتهابية لديهن، أعلى من النساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة.
الأمراض:
الإصابة ببعض الأمراض مثل الأمراض القلبية وداء السكري والسرطان والتهاب المفاصل والتصلب اللويحي و داء الذئبة الحمامية، جميعها ينتج عنها ارتفاع نسبة الالتهابات في الدم.
تقييم وضعك الصحي ونسبة الالتهابات الموجودة لديك:
يمكنك تقييم وضعك الصحي من ناحيتين.
- الأولى مراجعة العوامل الخطيرة المؤدية لزيادة الالتهابات في الجسم، التي ذكرتها في الفقرة السابقة، و مدى تطابقها مع وضعك و نمط حياتك.
- الثانية من خلال مراقبة الأعراض التي تدل على وجود خلل وارتفاع نسبة العوامل الالتهابية في الجسم.
الأعراض التي تدل على ارتفاع نسبة الالتهابات في الجسم:
- اضطرابات ومشاكل جلدية مثل الأكزيما والصدفية
- ألم المفاصل وتصلب المفاصل
- حالات الحساسية المتكررة
- شيخوخة الجلد المفرطة
- التهاب البروستات
- الربو
و لتشخيص أكثر دقة، يمكنك إجراء فحوصات طبية تقيس نسبة العوامل الالتهابية الموجودة في الدم.
يُعرف هذا الاختبار باسم CRP (C-reactive protein). و هو عبارة عن البروتين الموجود في الدم الذي يقيس نسبة الالتهاب في الجسم.
و للحديث تتمة 🙂
المرجع:
The inflammation free diet plan
For Monica Reinagel with consulting editor Julius Torelli, MD