الإرهاق أو التعب هي عبارة عن مشكلة شائعة، و في معظم الأحيان لا يعود السبب لوجود مشكلة صحية، فقط يحتاج الشخص لتغيير عاداته اليومية و نظامه الغذائي.
إن الإرهاق يؤثر سلباً على أداء الشخص في العمل، أو قد ينعكس سلباً على حياته العائلية و علاقاته الاجتماعية. فهو عبارة عن انخفاض مستوى الطاقة في الجسم، و التعب الجسدي و الفكري أو قلة الحماس و التشجيع.
أعراض الإرهاق و التعب الدائم:
إذا استيقظت في الصباح و أنت تشعر بالتعب و الكسل طيلة اليوم، قد يكون نتيجة التوتر أو قلة النوم.
من الضروري الانتباه للأعراض الأخرى المرافقة التي قد تشير للأسباب الكامنة للإرهاق. و تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:
- الدوار.
- الخمول.
- بطء في ردة الفعل.
- قلة الاستمتاع في العالم المحيط.
- الشعور بالملل.
- تغير في عادات تناول الطعام.
- الإسهال أو الإمساك.
- الاكتئاب.
- صعوبة في التركيز.
الأسباب المؤدية للإرهاق و التعب:
هنالك العديد من الأسباب المؤدية للشعور بالإرهاق و التعب، و في معظمها لا تكون مشاكل صحية أساسية. قد يحدث التعب نتيجة أسباب نفسية أو بدنية أو فيزيولوجية. و إليك التفاصيل:
العادات اليومية المسببة للشعور بالتعب:
- سوء التغذية.
- الحمل و الإرضاع.
- التوتر و الضغوطات.
- التمارين الرياضية المجهدة.
- الذهاب للنوم في وقت متأخر.
- تناول الوجبات السريعة غير الصحية.
- استهلاك كمية كبيرة من الكافئين و الكحول.
المشاكل الصحية المؤدية للشعور بالتعب:
الأمراض المؤدية للتعب هي عبارة عن سلسلة طويلة من الحالات، لذلك إن لم تكن أحد الأسباب السابقة هي المؤدية للتعب و الإرهاق، يفضل مراجعة الأمر مع الطبيب للقيام بالتشخيص المناسب و اختيار العلاج الفعال.
و تتضمن المشاكل الصحية المؤدية للإرهاق و التعب ما يلي:
- فقر الدم.
- السرطان.
- داء السكري.
- داء أديسون.
- أمراض الغدة الكظرية.
- التهاب المفاصل بما في ذلك الروماتيزم.
- أمراض في الكبد أو الكلى أو أمراض قلبية.
- العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب و الأدوية المخدرة.
- البدانة النفسية أو غيرها من اضطرابات تناول الطعام.
- الالتهابات خاصةً إذا استمرت لفترة طيلة من الزمن.
- نقص المناعة المكتسبة الإيدز و داء السل أو الذئبة الحمامية.
- مشاكل في النوم و التنفس، كالأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم كما يحدث في حالات الشخير عادةً.
متلازمة الإرهاق المزمن:
و تدعى أيضاً اعتلال عضلي دماغي، و هو أي نوع من التعب و الإرهاق الذي يستمر لفترة طويلة (على الأقل 6 أشهر) من الزمن يدعى بالإرهاق المزمن، و الذي لا يمكن تفسيره بسبب وجود مشكلة صحية أخرى.
الشخص الذي يعاني من متلازمة الإرهاق المزمن، يجب أن يعاني أيضاً من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- صعوبة في النوم.
- ألم في العضلات و المفصل دون وجود أي التهاب.
- الصداع.
- ألم في الغدد الليمفاوية.
- التهاب في البلعوم.
- خلل معرفي مثل صعوبة في التفكير أو التركيز أو ضعف في الذاكرة.
- المجهود البدني أو العقلي يجعل الأعراض أسوأ.
- الشعور بالضيق العام أو أعراض تشبه نزلات البرد و الانفلونزا.
- الدوار و الغثيان.
- الخفقان أو عدم اضطراب في ضربات القلب دون وجود أمراض قلبية.
الاختبارات و التشخيص:
يعتمد التشخيص على تقييم وضع المريض الصحي الجسدي و النفسي، و الأحداث الحياتية التي يعيشها، أو وجود أي تغير في نمط حياته أو صحته. بالإضافة لمراقبة برنامج نوم المريض للكشف عن وجود اضطرابات أثناء النوم أم لا.
إذا كانت النتائج الظاهرية كلها سليمة، يلجأ الطبيب للاختبارات للكشف عن المشاكل الصحية الكامنة و تتضمن الاختبارات ما يلي:
- تحليل للدم لمعرفة نسبة كافة مكونات الدم.
- معدل ترسب كريات الدم الحمراء.
- اختبار لوظائف الكبد.
- تحليل للبول و الشوارد.
- هرمونات الغدة الكظرية و الدرقية.
- تحليل نسبة الجلوكوز في الدم و البول.
- الكشف عن وجود بروتين في البول.
علاج الإرهاق و التعب:
لا يوجد علاج محدد للإرهاق و التعب بل يعتمد العلاج على معرفة السبب الكامن و من ثم علاجه.
إذا كانت نتائج الاختبارات عدم وجود أي مشاكل و أمراض صحية، إذاً تُعتبر العادات و النصائح التالية هي الكافية لعلاج الإرهاق و التعب بإذن الله و تتضمن ما يلي:
- الحصول على عدد ساعات كافية من النوم (7-8 ساعات)، و الالتزام بمواعيد النوم ضمن أوقات محددة يومياً في نفس التوقيت.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: إن الحفاظ على أداء التمارين الرياضية يساعد في الحفاظ على صحة الجسم، كالمشي المنتظم لمدة نصف ساعة. ذلك يساعد في تحرير مادة الإندورفين في الجسم، مما يرفع مستوى الطاقة و يتغلب على حالات التوتر.
- تناول الأطعمة الصحية و الحفاظ على الوزن ضمن النسبة الطبيعية بعيداً عن النحافة أو البدانة. فالاعتماد على الوجبات السريعة غير الصحية يضعف الجهاز المناعي و يؤدي لتراكم السموم في الجسم.
- تحديد مهام و مسؤوليات يومية منطقية دون المبالغة في العمل.
- الحصول على وقتٍ كافِ للراحة و تعلم أساليب الاسترخاء كاليوغا.
- حل المشاكل العائلية أو الاجتماعية منذ البداية و عدم تراكم الضغوطات.
- تجنب استخدام الكحول أو الأدوية المخدرة أو التدخين.
- تناول الحبوب الكاملة و شرب المزيد من الماء و السوائل.
- تناول المتممات الغذائية الغنية بالفيتامينات و المعادن.
واظب على هذه التغيرات لمدة أسبوعين أو ثلاثة و إذا لم تلقى أي تحسن، يجب مراجعة الطبيب.
بعض العلاجات الطبيعية للتخلص من مشكلة الخمول و الكسل:
شاي أوراق الريحان أو الحبق:
تحتوي أوراق الريحان على مضادات الأكسدة و هي مصدر غني بالزيوت العطرية الأساسية التي تساعد في زيادة مستوى الطاقة.
يتم التحضير كالشاي العادي، فقط قم بغلي أوراق الريحان بالماء و اتركه لمدة 10-15 دقيقة، ثم اشرب شاي الريحان.
يفضل شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً للحصول على الفوائد و زيادة مستويات الطاقة.
عصير الغريفون:
يعتبر وصفة فعالة لعلاج الخمول. اشرب كوب الغريفون بشكل منتظم يومياً للحفاظ على مستويات الطاقة.
الشاي و القهوة:
إذا تم استهلاك الشاي أو القهوة ضمن جرعات محددة، فهو مفيد للصحة أيضاً. حيث يحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد الجسم في مكافحة التعب و الإرهاق.
يحتوي الشاي و القهوة على مادة الكافئين التي تعتبر مسكن طبيعي للألم و تساعد في تنشيط الجسم. لكن مع الحرص بعدم تجاوز الجرعة (فنجان أو فنجانين صغيرين يومياً لا أكثر).
عصير الليمون:
يحتوي الليمون على حمض السيتريك و هو غني بفيتامين ج الذي يتميز بخصائصه المنشطة للجسم. لكن يجب تناول عصير الليمون الطازج للحصول على الفوائد المطلوبة و ليس على عصير الليمون الصناعي.
تناول الخضار و الفاكهة:
يجب الحرص على تناول الفاكهة و الخضروات يومياً للحفاظ على استقلاب الجسم بشكل صحيح و لتقوية الجهاز المناعي. حيث تحتوي الفاكهة و الخضروات على الفيتامينات و المعادن الضرورية لمكافحة الأمراض و تنشيط الجسم.
تناول المشروبات الخضراء:
إذا لم تكن من محبي تناول الخضروات بشكل دائم، يمكنك استبدالها بالمشروبات الخضراء و هي أفضل طريقة للحصول على المواد الغذائية المركزة التي يحتاجها الجسم.
نصائح يومية لمكافحة الخمول و الكسل:
- الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة سواءً في المنزل أو العمل: فالمكان الذي تقضي معظم وقتك فيه له تأثير كبير على مزاجك و همتك و حالتك النفسية. إذا كان المكان مظلم أو تهويته ضعيفة أو مليء بالغبار و الفوضى، ينعكس ذلك سلباً على حالتك النفسية و نشاطك. حافظ على التهوية الجيدة و النظافة و الروائح المنعشة، مما يضفي على حياتك تأثيراً إيجابياً و يحافظ على صحتك النفسية و الجسدية و همتك العالية.
- النوم باكراً و الاستيقاظ باكراً و أخذ حمام سريع: إن النهوض باكراً في الصباح و القيام ببعض التمارين، و من ثم أخذ دوش سريع يرفع مستويات الطاقة و النشاط لطيلة اليوم.
- الانتباه لنوعية الأشخاص المحيطين بك، فإذا كنت تحيط نفسك بأشخاص لا يعملون شيئاً و ليس للوقت أي قيمة في حياتهم، فذلك سوف ينقل لك الطاقة السلبية و تتأثر بهم. لذلك احرص دائماً على وضع نفسك في بيئة مثمرة تقدس العمل و تثابر عليه، مما يساعدك على زيادة ثقتك بنفسك و رفع همتك عالياً.
- ابدأ يومك مبتسماً و بنفسية متفائلة 🙂 فالشعور الذي تبدأ به نهارك يؤثر و بشدة على كافة مجريات يومك و استجابتك للتحديات و المسؤوليات المترتبة عليك. فإذا بدأت يومك بعزم على إنهاء كافة مهامك و أنت بهمة عالية، سوف تنجح بإذن الله و تنهي جميع متطلباتك.
الحالة النفسية و البدنية مرتبطتان ببعض بشكل وثيق، لذلك يجب الحرص على الاهتمام بكلا الجانبين معاً للتمتع بحياة صحية مليئة بالطاقة و النشاط.
في هذه الأيام المليئة بالضغوطات و المسؤوليات من السهل جداً أن تفقد لياقتك البدنية أو النفسية. لكن العديد من الأشخاص الناجحين في حياتهم لم يكن لديهم الوقت الكافي للشعور بالكسل. لذلك أدرك أهمية الوقت و لا تدع الزمن يسرق أفضل ما تمتلكه. حدد أحلامك و طموحاتك و اعمل لها، و سترى قريباً أن لا وقت لديك للشعور بالخمول أو الكسل!
المراجع:
http://www.stylecraze.com/articles/effective-treatments-and-home-remedies-to-get-rid-of-lethargy/
http://www.prevention.com/health/why-you-are-always-tired
http://www.medicalnewstoday.com/articles/8877.php
http://www.medicinenet.com/fatigue/article.htm
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/marwho/
E_Lancer
أعترف أن مدونتك من أروع المدونات العربية المتعلقة بالطب ، شكراً على المجهود الذي تبذلينه ، لقد استفدت جداً من مدونتك ^^ حظا موفقاً
بدور الآغا
أهلاً و سهلاً بك.. شكراً جزيلاً لمشاركتك، سررتُ بكلماتك. و أسأل الله تعالى أن ينفعنا و ينفع بنا 🙂
محمد
من هو الطبيب المختص لهذه الحالة
بدور الآغا
في البداية يمكنك استشارة طبيب داخلية (باطنية). و بناءً على الأعراض التي تعاني منها، و تشخيص الأسباب الكامنة التي يحددها الطبيب، إما أن يقوم هو باختيار العلاج المناسب، أو إذا تطلب الأمر يقوم بإحالتك إلى طبيب أخصائي آخر.
علي Ali Sattar
ربما تعليقي هو الاحدث هنا
عموما احببت ان اشكرك على المقالات المميزة التي تنشريها باستمرار ، دائما ما اتابع المواضيع على الفيسبوك ايضا و انصح اصدقائي بمتابعتها لما ارى فيها من جودة في المحتوى و دقة في المعلومات
تحياتي لك على العمل المميز
بدور الآغا
أهلاً و سهلاً بك أخي الكريم علي.. سررتُ لمشاركتك، شكراً جزيلاً لكلماتك الطيبة.
أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية.
ريان علاء الدين
السلام عليكم أختي أبلغ من العمر 20سنة أم لطفل أصبت بقصور بالغدة الدرقية بعد ولادتي لطفلي ومند ذالك الاحين وأنا أتابعها عند أخصائي يعني حوالي سنة ونصف، إلا أن المشكلة أني أعاني من التعب والخمول والكسل طوال النهار مع الشعور بضغط نفسي ونرفزة وشعور بالقشعريرة ولا أحتمل من يلمسني أو يتحسس ملابسي وهناك ملاحضة النوم ليل لايكفيني أبدا وحتى إن كانت الساعات كافي لكن أخد قيلولة لمدة نصف ساعة وتختفي كل هذة الأعراض وأحس بالإنتعاش أرجوكي أن تعطيني جوابا شافيا فحياتي تحولت إلا جحيم
بدور الآغا
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
أهلاً و سهلاً بك أختي ريان
قصور الغدة الدرقية يسبب الشعور بالخمول و التعب لكن ما أن يتم تشخيص المشكلة و تناول الأدوية الهرمونات البديلة و ضبط مستوى الجرعة بشكل صحيح، حتى تنخفض شدة الأعراض و يصبح الوضع الصحي أفضل.
أعتقد أنك بحاجة لاستشارة الطبيب مجدداً و إجراء التحاليل اللازمة.
موضوع الضغط النفسي و التوتر هنالك العديد من الأمور التي تؤثر عليه. أنصحك بقراءة المقالين التاليين لمعرفة أفضل الأساليب للتغلب عليه:
أعراض التوتر العصبي و طرق التخلص منه
https://capsuleh.com/stress-symptoms-treatment/
التوتر .. القاتل الصامت .. كيف يمكننا التخلص منه ببساطة؟
https://capsuleh.com/stress-relieve-naturally/
أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية و في حال وجود أي استفسار طبي آخر، على الرحب و السعة دائماً.