متى نشكو من ارتفاع الشحوم الثلاثية و يكون مستوى الكولسترول طبيعي؟

91 0
91 0
الشحوم الثلاثية

أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.

تحدثنا سابقاً عن مشكلة ارتفاع الكولسترول وأنواعه، و كيفية علاجه سواء طبيعياً أو دوائياً.

أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف نتحدث عن مشكلة ارتفاع الشحوم الثلاثية فقط.

بشكل عام يرافق ارتفاع الكولسترول الضار، ارتفاع الشحوم الثلاثية أيضاً. لكن في بعض الأحيان قد نلاحظ ارتفاع الشحوم فقط، على الرغم من أن مستويات الكولسترول طبيعية. فما هو السبب وراء ذلك و كيف يمكننا علاجه والوقاية منه؟

إن ارتفاع الشحوم الثلاثية قد لا يؤدي دائماً لارتفاع الكولسترول الضار. لكن قد يسبب مشاكل قلبية بحد ذاته.

إن الشحوم الثلاثية والكولسترول كلاهما من أنواع الدهون الموجودة في الدم. لكن يوجد اختلاف بينهما.

يحتاج الجسم للكولسترول لبناء الخلايا، و إنتاج أنواع محددة من الهرمونات. لكن من ناحية أخرى، يحتاج الجسم للشحوم لتخزين السعرات الفائضة التي لا نحتاج لاستخدامها الآن. ثم يحولها الجسم للطاقة عند الحاجة إليها.

عندما نتناول سعرات حرارية فائضة لسنا بحاجة لاستهلاكها مباشرةً، يقوم الجسم بتصنيع الشحوم الثلاثية.

على سبيل المثال، إذا كان نظامك الغذائي غني بالسعرات الحرارية الناتجة عن الكربوهيدرات و السكريات. في هذه الحالة، قد تظهر لديك مشكلة ارتفاع الشحوم الثلاثية، دون أن يرتفع الكولسترول الضار.

كما تؤثر بعض العوامل الحياتية مثل التدخين و قلة ممارسة الرياضة على ذلك. بالإضافة لبعض المشاكل الصحية مثل أمراض الكبد و أمراض المناعة الذاتية، قد تساهم في ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية أيضاً.

ماهي نسب الشحوم الثلاثية في الدم، و متى يعتبر مرتفع؟

يمكن قياس مستويات الشحوم الثلاثية في الدم من خلال إجراء تحليل للدم. و تقسم النتيجة لأربعة أقسام:

ضمن الحد الطبيعي:

يتم قياس الدهون من حيث وزنها بال ملغ في كل ا دل من حجم الدم. ويعتبر الحد الطبيعي للشحوم الثلاثية هو أقل من 150 ملغ/دل.

طبيعية لكن على الحدود العليا:

إذا كانت نسبة الشحوم الثلاثية في الدم تتراوح بين 150-199 ملغ/دل، تعتبر على الحدود العليا وبحاجة للانتباه.

عالية:

إذا كانت نسبة الشحوم الثلاثية في الدم تتراوح بين 200-499 ملغ/دل، تعتبر مرتفعة و تدعو للقلق!

عالية جداً:

إذا كانت نسبة الشحوم الثلاثية في الدم 500 ملغ/دل أو أكثر، تعتبر مرتفعة جداً. يجب الحذر!

أسباب ارتفاع الشحوم الثلاثية، على الرغم أن مستويات كولسترول الدم طبيعية:

هنالك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك، والتي تتضمن:

الحمية الغذائية:

إن المواظبة على تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات و الدهون المشبعة، قد تؤدي لارتفاع الشحوم الثلاثية، حتى لو لم تؤثر على مستويات الكولسترول. وذلك لأن الشحوم تم تصنيعها لتخزين السعرات الحرارية الفائضة.

إذاً سوف تحتاج للمزيد من الشحوم الثلاثية عندما تستهلك المزيد من السعرات الحرارية، أكثر من حاجة الجسم. حتى و إن كانت مصادر هذه السعرات الحرارية ليست من الأطعمة الغنية بالكولسترول.

التدخين:

هنالك ارتباط وثيق بين التدخين و بين ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية.

يؤدي التدخين لخفض مستويات الكولسترول الجيد في الجسم. مما يؤدي لصعوبة مكافحة تراكم طبقات البلاك على الشرايين. كما قد يؤدي لزيادة إنتاج الشحوم الثلاثية.

البدانة:

قد تؤدي البدانة لزيادة مقاومة هرمون الأنسولين. نتيجةً لذلك، يصبح من الصعب على الجسم حرق الدهون، و استخدام الطاقة من السعرات الحرارية المناولة. مما ينتج عن ذلك زيادة ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية.

قلة ممارسة التمارين الرياضية:

تساعد الرياضة في حرق السعرات الحرارية، و الحفاظ على مستويات الشحوم الثلاثية ضمن الحد الطبيعي.

إذا لم تحرص على ممارسة الرياضة بشكل كافِ و منتظم، فأنت تزيد من خطورة ارتفاع الشحوم الثلاثية لديك!

فرط استهلاك الكحول:

يؤدي فرط استهلاك الكحول لزيادة كميات بروتينات الكبد التي يطلق عليها اسم لايبوبروتين منخفضة الكثافة very-low-density lipoproteins (VLDLs).

وجود كميات كبيرة من هذه البروتينات في الجسم، قد يؤدي لصعوبة حرق الدهون و زيادة مستويات الشحوم في الدم.

أمراض الكبد:

إن الإصابة بأنواع معينة من أمراض الكبد، مثل الكبد الدهني أو تليف الكبد، قد يؤدي لارتفاع مستويات الشحوم، دون أو يؤدي لارتفاع الكولسترول.

و يحدث ذلك عندما تغير هذه الأمراض طريقة الكبد في تصنيع و استخدام الشحوم الثلاثية.

أمراض المناعة الذاتية:

قد يقوم الجسم بإنتاج كميات فائضة من الشحوم الثلاثية للمساعدة على مكافحة الالتهابات.

إن الأفراد الذين يعانون من أمراض مناعة ذاتية، مثل داء الذئبة الحمامية أو التهاب المفاصل الروماتيزمي، قد يعانون من وجود التهابات ثابتة و دائمة لديهم. مما قد يؤدي لاحقاً لارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية.

عوامل وراثية:

إن طريقة تصنيع جسمك للشحوم الثلاثية و استهلاكها، قد يكون له دور وراثي في ذلك أيضاً.

هنالك مشاكل وراثية معينة مثل chylomicronemia، قد تجعل من الصعب على الجسم تكسير الدهون و تنظيم مستويات الشحوم الثلاثية.

تناول بعض الأدوية:

من التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية هو زيادة مستويات الشحوم الثلاثية في الدم. و من الأمثلة عن هذه الأدوية، الأدوية الهرمونية و الأدوية الستيروئيدية و المثبطات المناعية و المدرات البولية و حاصرات بيتا التي تستخدم عادةً لعلاج بعض أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية.

المضاعفات الناتجة عن ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية:

إن ارتفاع الشحوم الثلاثية في الدم قد يكون خطيراً على صحة الجسم، حتى و إن كانت مستويات الكولسترول طبيعية.

قد يؤدي ارتفاع الشحوم الثلاثية لتصلب الشرايين و جدران الأوعية الدموية. مما يضع المزيد من الجهد و الخطر على صحة القلب. وقد يؤدي للإصابة بالفشل القلبي و السكتة الدماغية و الأزمة القلبية.

إن ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية قد يسبب التهابات في البنكرياس. الأمر الذي ينتج عنه بعض الأعراض مثل الألم و الغثيان و فقدان الوزن غير المبرر. و في حال تم إهمال التهاب البنكرياس و عدم علاجه، قد يؤدي ذلك للفشل الكلوي أو سرطان البنكرياس و غيره من المشاكل الصحية الخطيرة.

ما هي أفضل الأساليب لخفض مستويات الشحوم الثلاثية بشكل طبيعي؟

قد يكون بإمكانك التحكم بمستويات الشحوم الثلاثية من خلال تغيير بعض الأنماط الحياتية.

إذا لم تكفي هذه التغييرات في إعادة تنظيم مستويات الشحوم الثلاثية، قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية والمتممات الغذائية للمساعدة على خفض نسبة الشحوم الثلاثية.

تتضمن الأساليب الطبيعية لخفض الشحوم الثلاثية ما يلي:

الإقلاع عن التدخين:

كما ذكرنا سابقاً، من تأثيرات التدخين رفع الشحوم الثلاثية. و بالتالي عند التوقف عن التدخين، قد يساعد ذلك في إعادة مستويات الشحوم الثلاثية لوضعها الطبيعي.

تخفيف كمية الكحول المتناولة:

إن فرط استهلاك الكحول يجعل من الصعب على الجسم استخدام الشحوم الثلاثية بشكل طبيعي. وعند التوقف عن شرب الكحول أو الحد من استهلاكه، قد يساعد ذلك في خفض مستويات الشحوم الثلاثية.

تجنب السكريات و الكربوهيدرات البسيطة:

فرط استهلاك السعرات الحرارية التي مصدرها من السكريات و الكربوهيدرات غالباً ما يؤدي لزيادةا لشحوم الثلاثية.

اتباع حمية غذائية قليلة الكربوهيدرات قد يساعد في خفض مستويات الشحوم الثلاثية.

الحد من استهلاك الدهون المشبعة:

لمساعدة الجسم على خفض مستويات الشحوم الثلاثية، ينصح باستبدال الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، بالأطعمة الغنية بالدهون الصحية مثل المكسرات و الأسماك و زيت الزيتون.

الحفاظ على وزن صحي معتدل:

إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو البدانة، ينصح ببذل بعض الجهد لإنقاص الوزن، وذلك  من خلال تخفيف كمية السعرات الحرارية المتناولة و اتباع نظام غذائي صحي و ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة.

المراجع:

https://www.health.harvard.edu/heart-health/should-you-worry-about-high-triglycerides

https://www.medicalnewstoday.com/articles/high-triglycerides-and-low-hdl#normal-levels

https://www.healthline.com/health/cholesterol/what-causes-high-triglycerides-but-normal-cholesterol

https://www.everlywell.com/blog/cholesterol-and-lipids/what-causes-high-triglycerides-but-normal-cholesterol

https://www.everydayhealth.com/high-cholesterol/whats-causing-your-high-triglycerides-culprits-that-may-surprise-you

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/30478819@N08/39025429331/in/photolist-22sxwvR-osirEe-2jD9gFj-2jD9gCU-aCJpK2-21arPs1-4uTgP6-YicwrQ-2oNL17y-2iMLiRQ-2kfpajM-UX3Leb-2kCHhuB-25VTtTb-2kkfLQA-2kbD4kf-2kkfLME-GaxXcM-HGo3yP-2jZcqX6-VuttCm-JCwH9Q-2ki1j6P-Jzztc1-22GNxyb-V2k9cX-2pgKokf-8BA3EZ-XHUYSR-PiyvBQ-4uTgY8-9FBGmv-2exBNMs-2jWvm1C-9FECbm-2nPyeKY-7g73fL-2jvqvkg-2js81dt-2jnrx7i-2ifJAhN-ZfF8jM-2jD5Kxw-JU8Xkd-2oNM4xR-2kfVcaf-2jZcqQn-qN7rWv-22k5Na6-7r8A2B

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك