أعراض و أسباب احتباس السوائل و أهم النصائح العلاجية الفعالة

10044 2
10044 2

يتكون 70% من جسم الإنسان من الماء. سواءً داخل و خارج الخلايا. و يُشير احتباس الماء أو السوائل إلى تراكم كمية السوائل في جهاز الدوران، أو أنسجة الجسم، أو تجاويف الجسم. و قد يحدث ذلك في عدة مناطق من الجسم، و لأسباب مختلفة.

أعراض احتباس السوائل:

تتضمن أعراض احتباس السوائل ما يلي تبعاً لمكان الإصابة:

  • تصلب المفاصل.
  • تغير لون الجلد.
  • وذمة في المنطقة المصابة.
  • ألم في الأطراف.
  • اكتساب الوزن.

أسباب احتباس الماء و السوائل في الجسم:

يوجد في جسم الإنسان نظام معقد من الهرمونات و المواد شبيهة الهرمونات تدعى البروستاغلاندين التي يستخدمها الجسم لتنظيم مستوى السوائل في الجسم. معنى ذلك أن كمية الماء الفائضة يتم طرحها سريعاً من الكلى على شكل البول. و بالتالي قلة استهلاك السوائل يعني قلة إنتاج البول. و عند وجود خلل أو اضطراب في الأعضاء التالية، يؤثر ذلك على طرح السوائل من الجسم و يحدث احتباس الماء. و تتضمن العوامل أو الأعضاء المؤثرة على طرح السوائل ما يلي:

رشح الشعيرات الدموية:

سوائل الجسم غنية بالمواد الغذائية و الفيتامينات و الأوكسجين الذي ينتقل عن طريق الأوعية الدموية الدقيقة للأنسجة المحيطة. هذا السائل يدعى السائل الخلالي. و الذي يعمل على تغذية الخلايا، و من ثم يعود عبر الشعيرات الدموية.

قد يحدث احتباس السوائل إذا تغير الضغط داخل الشعيرات الدموية. كما قد يحدث احتباس السوائل إذا أصبح رشح شديد في جدران الشعيرات الدموية. عند حدوث إحدى هاتين الحالتين، سوف يتم تحرير كمية فائضة من السائل داخل الفراغ بين الخلايا. و في حال تحرير كمية كبيرة من السائل، فإن معظمه سوف يبقى داخل الأنسجة، بدلاً من عودته عبر الشعيرات الدموية. مما سينتج عنه تورم و انتفاخ و احتباس للسوائل.

ضغط و احتقان في النظام الليمفاوي:

يقوم الجهاز الليمفاوي باستنزاف السوائل من الأنسجة، و تفرغيها ثانيةً في مجرى الدم.

إذا تم تحرير كمية كبيرة من السوائل في الأنسجة، يُصبح ضغط على النظام الليمفاوي، و لا يعد بإمكانه إعادة السوائل بسرعة كافية. مما يؤدي لتراكم السوائل حول الأنسجة.

في بعض الأحيان، يحدث احتقان في النظام الليمفاوي، و بالتالي يتغير معدل عودة السوائل إلى مجرى الدم. معنى ذلك أن السوائل تبقى في الأنسجة، و تسبب الانتفاخ في عدة أجزاء من الجسم، بما في ذلك البطن و الكاحل و الساق و الأقدام.

خلل في القلب:

يتم الحفاظ على ضغط الدم بشكل طبيعي داخل الأوعية الدموية، عن طريق قوة ضخ الدم من القلب. إذا كانت الصمامات داخل الأوعية الدموية لا تغلق بشكل جيد، لا يتم ضخ الدم بشكل كافٍ. مما يسبب ضعف أو خلل في القلب، فيتغير ضغط الدم، و الذي ينتج عنه غالباً احتباس سوائل.

و قد يؤدي لألم في الساقين، و تضخم الأوردة و الإصابة بالدوالي. بالإضافة لتغيرات في لون الجلد و الطفح الجلدي، و تخثر الدم في الأوردة. كما تتراكم السوائل في الرئتين، مما تؤدي لسعال مزمن، و صعوبة في التنفس.

و في نهاية المطاف يسبب فشل القلب الاحتقاني مشاكل في التنفس، بالإضافة لإرهاق مزمن في القلب.

مشكلة في الكلية:

يتم تصفية الدم عن طريق الكلى. حيث يتم استخراج الفضلات و السوائل و غيرها من المواد عن طريق أنابيب دقيقة. و من هناك فإن مجرى الدم يقوم بإعادة امتصاص أي شيء قد يحتاجه الجسم، و يُعيد استخدامه. و أي فضلات يتم طرحها في البول.

في معظم الحالات، تقوم الكلى بتقليل كمية الفضلات التي ينتجها الجسم. إذا حدث خلل ما في تدفق الدم إلى الكلى، يؤدي ذلك لمشاكل صحية. على سبيل المثال، في حالة الفشل الكلوي، فإن الفضلات و السوائل لا يمكن طرحها من الجسم بفعالية، مما ينتج عنه احتباس السوائل.

الحمل:

إن وزن الرحم على الأوردة الرئيسية في الحوض، قد تسبب تراكم السوائل في الجسم خلال الحمل. في معظم الحالات لا يوجد شيء يدعو للقلق، و المشكلة تختفي لوحدها بعد الولادة.

قلة النشاط البدني:

تقوم التمارين الرياضية بمساعدة أوردة الساقين على إعادة الدم إلى القلب. إذا لم يكن دوران الدم بشكل كافٍ، يبدأ الدم بالتراكم في الساقين، مما يسبب ارتفاع الضغط في الشعيرات الدموية. هذا الارتفاع في الضغط، يعني أن السوائل سوف تغادر الشعيرات الدموية بنسبة أسرع. لكنه يجعل عودة السوائل مجدداً أكثر صعوبة.

ممارسة التمارين الرياضية ضرورية، لتحفيز النظام الليمفاوي على أداء وظائفه في تنظيم تدفق الدم، و إعادة السوائل مجدداً إلى مجرى الدم ضمن نسبة تحافظ على مستوى سوائل الجسم.

إن قضاء فترة طويلة من قلة النشاط البدني، مثل الجلوس خلال ساعات السفر الطويلة، تؤدي لزيادة خطورة احتباس السوائل. خلال فترة الرحلة الطويلة، يُنصح بأداء بعض الحركات الجسدية البسيطة مثل الوقوف على رؤوس الأصابع بضعة دقائق، تحريك الكاحل بشكل دائري، و تحريك أصابع القدمين. جميع هذه الحركات تساعد في تخفيف احتباس السوائل.

نقص كمية البروتينات:

يحتاج جسم الإنسان إلى مستوى معين من البروتينات، للحفاظ على توازن الماء بشكل فعال. الشخص الذي يعاني من نقص حاد في البروتينات، قد يجد صعوبة في سحب الماء من فرغات الأنسجة، و إعادتها إلى الشعيرات الدموية.

البطن الكبيرة لشخص يتضور جوعاً تُشير لنقص كمية البروتينات في النظام الغذائي.

تحرير مادة الهيستامين:

عندما يحدث التهاب في الجسم، يتم تحرير مادة الهيستامين. و التي بدورها تؤدي لانتفاخ و زيادة عرض الفراغات بين خلايا جدران الشعيرات الدموية، مما يجعلها أكثر سماكة. إذاً الهدف هو تسريع وصول خلايا كريات الدم البيضاء (المكافحة للالتهاب) إلى موقع الإصابة أو العدوى.

بكل الأحوال، إذا استمر الالتهاب لفترة طويلة من الزمن، قد يؤدي احتباس السوائل لحدوث مشكلة.

تناول بعض الأدوية التي تسبب احتباس السوائل:

و التي تتضمن:

  • الأدوية التي تحتوي على مادة الاستروجين: مثل حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة.
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: التي تعمل على تسكين الألم و خفض الحرارة. و في جرعات عالية تخفف الالتهابات. على سبيل المثال مادة الأسبيرين و مادة الإيبوبروفين و مادة نابروكسين.
  • حاصرات بيتا: هذه الأدوية تستخدم لعلاج اضطرابات نظم القلب و تمنع تسرع ضربات القلب.

اضطراب في الهرمونات قبل فترة الحيض:

مما يسبب انتفاخ و تورم الثدي. و يعود ذلك إلى خلل في توازن الهرمونات قبل فترة الحيض.

خلل في النظام الغذائي:

  • سوء التغذية و اتباع نظام غذائي سيء يفتقر للبروتينات، مما ينتج عنه نقص مادة الألبومين التي تلعب دوراً هاماً في احتباس السوائل.
  • الأملاح و الصوديوم: فالأطعمة الغنية بالأملاح تؤدي لاحتباس السوائل.
  • الحساسية تجاه بعض الأطعمة، و لدغات الحشرات قد تسبب التفاعلات التحسسية. و التي ينتج عنها تورم الجسم و احتباس السوائل.

أمراض الغدة الدرقية:

الشخص الذي يعاني من اضطرابات و مشاكل في الغدة الدرقية يعاني من احتباس السوائل.

علاج احتباس السوائل:

يعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل تتضمن السبب الأساسي للمشكلة. و بشكل عام في معظم الأحيان يزول احتباس السوائل دون علاج.

إذا لم تكن الأعراض واضحة، يجب زيارة الطبيب.و من ثم قد يصف لك أدوية مثل المدرات البولية. فتقوم الكلى بإزالة السوائل من الدم. لكن يُنصح بتناول المدرات البولية عادةً لفترة قصيرة من الزمن. فعند المواظبة على تناول هذه الأدوية لفترة طويلة، يؤدي ذلك للإصابة بالتجفاف، و يصبح احتباس السوائل أسوأ، و قد يسبب تلف للكلية.

بعض النصائح المنزلية لعلاج احتباس السوائل:

هنالك بعض الحلول المنزلية و النصائح للقضاء على مشكلة احتباس السوائل. و تعتمد فعالية هذه العوامل على شدة و مكان احتباس السوائل. و تشمل ما يلي:

  • رفع الساقين 3-4 مرات يومياً، مما يساعد على تعزيز الدورة الدموية، و الوقاية من احتباس السوائل.
  • النوم مع رفع الطرف المصاب أعلى من مستوى القلب.
  • إجراء بعض تمارين التدليك للمنطقة المصابة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي.
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة من الزمن.
  • ارتداء جوارب داعمة إذا كان احتباس السوائل في الأطراف السفلية.
  • أخذ استراحة من الجلوس الطويل، و المشي بانتظام بين فترات الجلوس الطويلة أثناء رحلات السفر.
  • تجنب درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة مثل الحمامات الحارة و الساونا.

اتباع حمية غذائية صحية تتضمن ما يلي:

  1. تخفيف كمية الأملاح المتناولة. عند ارتفاع نسبة الأملاح، يقوم الجسم باحتباس الماء. ملح الطعام هو نوع من الصوديوم، لكننا نحصل على أملاح الصوديوم أيضاً من الأطعمة الجاهزة المحضرة مسبقاً و المعلبات و الشوربات و رقائق الشيبس و حتى المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة.
  2. استهلاك كمية أكبر من الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم و البوتاسيوم من مصادر غذائية مختلفة مثل البقوليات و المكسرات و الحبوب الكاملة و الخضروات ذات الأوراق الخضراء.
  3. تناول كمية أكبر من الأطعمة الغنية بفيتامين ب6 مثل الموز و الجوز و البطاطا.
  4. تجنب الكربوهيدرات المكررة. لأنه يؤدي لارتفاع سريع في نسبة الجلوكوز في الدم، و بالتالي ارتفاع الأنسولين. ارتفاع نسبة الأنسولين تؤدي لاحتجاز المزيد من الصوديوم، عن طريق إعادة امتصاص الصوديوم في الكلى.
  5. إنقاص الوزن في حال زيادة الوزن فوق الحد الطبيعي. جميعنا بحاجة إلى الصوديوم. فهو يلعب دوراً هاماً في تنظيم ضغط الدم، و مستوى السوائل في الجسم. لكننا بحاجة له فقط في كمية صغيرة.
  6. تناول كمية وفيرة من الماء.
  7. أظهرت بعض الدراسات أن جذور الهندباء تُعتبر فعالة في خفض كمية السوائل. كما يتميز البقدونس و الثوم بتأثيره المدر للبول. و يساعد عصير الليمون في طرح الكميات الفائضة من الأملاح، و يزيل السموم من الجسم. أما بالنسبة لخل التفاح، فهو يعزز إعادة امتصاص البوتاسيوم و يطرح الصوديوم.

المراجع:

https://www.healthline.com/health/water-retention

https://www.medicalnewstoday.com/articles/187978.php

https://www.webmd.com/diet/why-am-i-retaining-water#1

https://www.healthline.com/nutrition/6-ways-to-reduce-water-retention

https://www.top10homeremedies.com/home-remedies/home-remedies-water-retention.html

الصور المرفقة: 

https://www.flickr.com/photos/oxfam/

https://www.flickr.com/photos/rhiannonswave/

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. جمال رد

    ارجو منكي التوسيع أكثر لو سمحتي ممكن

    1. بدور الآغا رد

      أهلاً و سهلاً بك أخي جمال..
      شكراً لاهتمامك.. قريباً بإذن الله تعالى سوف أنشر مقال إضافي عن الموضوع، لتغطية المزيد من المعلومات.
      أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية و على الرحب و السعة دائماً.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك