معظم حالات المغص تصيب الأطفال و الرضع. و تحدثتُ عنها سابقاً. لكن أيضاً البالغون قد يصابون بالمغص، و تشنجات البطن. و تختلف الأسباب و أساليب العلاج عن الأطفال.
أنواع و أعراض المغص عند البالغين:
المغص ليس عبارة عن مرض بل من الأعراض الناتجة عن وجود اضطراب في القناة الهضمية.
المغص الصفراوي أو المراري:
و هو عبارة عن مشكلة صحية تتمثل بوجود ألم شديد في الجزء العلوي من البطن. و يحدث ذلك غالباً عند انسداد جزء من المرارة أو القناة الصفراوية.
و تتمثل الأعراض أو وصف الألم كما يلي:
- ضغط أو ألم في الجزء العلوي من البطن. أو الجزء العلوي الأيمن من البطن، بالقرب من الكبد و المرارة.
- في بعض الأحيان يكون الألم تحت عظم الصدر مباشرةً. و قد يمتد الألم نحو الكتف الأيمن، دون أي تحسن حتى مع تغيير وضعية الجسم.
- يستمر الألم من بضعة دقائق إلى عدة ساعات. و غالباً ما يبدأ بعد تناول وجبة الطعام، خاصةً الوجبة الغنية بالدسم.
- بالإضافة لذلك قد يعاني المريض من الغثيان و أعراض اليرقان (اصفرار الجلد و العينين).
النوع الآخر من المغص هو مغص الأمعاء:
و الذي يحدث في الجزء السفلي من البطن. و في معظم الحالات يعود السبب للإصابة بمتلازمة القولون العصبي. و يصاحب المغص حركة غير عادية في الأمعاء، سواءً الإصابة بالإمساك أو الإسهال، بالإضافة لانتفاخ البطن و الغازات.
السبب الأساسي لمغص الأمعاء غير واضح تماماً، لكنه قد يعود لعدم توافق بين الدماغ و الأمعاء. مما يؤدي لتقلصات غير طبيعية في جدار البطن. و ليس بالضرورة أن يحدث طيلة الوقت. في بعض الأحيان فإن تناول أطعمة معينة تحفز على المغص.
أسباب المغص عند البالغين:
يحدث المغص نتيجة انتفاخ أو انسداد البطن أو وجود التهابات. قد يتطور الألم بشكل مفاجئ أو بشكل تدريجي و من ثم يصبح مزمن.
هنالك العديد من الأسباب المحتملة المؤدية للمغص عند البالغين. لكن بعض هذه الأسباب قد يكون وجود مشاكل صحية خطيرة لذلك لا يجب إهمال الموضوع. و بتفصيل أكبر إليك أسباب المغص تبعاً لنوعه و مكان وجوده:
المغص الصفراوي أو المراري:
العصارة الصفراوية هو عبارة عن سائل يساعد في هضم الدهون. في الحالات الطبيعية يتم تصنيع العصارة الصفراوية في الكبد، و من ثم تخزينها في المرارة. و عند تناول وجبة طعام، يتم تحرير العصارة الصفراوية من المرارة عبر الأقنية الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة. حيث تندمج مع جزئيات الطعام بشكل جزئي.
- تشكل الحصى في المرارة يُعتبر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالمغص الصفراوي. حيث تضغط هذه الحصوات على المرارة و ترهقها، و تؤدي لانسداد القنوات الصفراو.ة، و بالتالي عرقلة التدفق الطبيعي للعصارة الصفراوية. فتنقبض الخلايا العضلية الموجودة في القنوات الصفراوية، في محاولة منها لإخراج حصى المرارة. مما يسبب الألم و المغص الصفراوي.
- بالإضافة لذلك فإن وجود تضيق أو ورم في الأقنية الصفراوية، يؤدي أيضاً إلى انسداد تدفق العصارة الصفراوية، و يسبب المغص و التشنج.
مغص الأمعاء:
يحدث نتيجة خلل في حركة الأمعاء. هو عبارة عن اضطراب معقد ينتج عن حركة شديدة في الأمعاء. بمعنى آخر تشنج شديد في القولون أو الأمعاء الدقيقة.
- قد يحدث المغص نتيجة الإفراط في تناول الطعام، أو استهلاك طعام غير صحي.
- كما يفضل عدم تناول الطعام مباشرةً من الثلاجة، فبعض الأفراد يجدون صعوبة و اضطرابات نتيجة تناول الأطعمة الباردة.
- و في بعض الحالات يحدث المغص نتيجة حالات التوتر الشديدة.
- و من أسباب المغص عند البالغين عموماً، التهاب المرارة أو البنكرياس أو الأمعاء الدقيقة أو القولون.
الاختبارات و التشخيص:
- صور بالأمواج فوق الصوتية للبطن.
- أو التصوير المقطعي المحوسب لرؤية الأعضاء الداخلية و الكشف عن وجود أي انسداد.
- الرنين المغناطيسي لأخذ صورة للقنوات الصفراوية.
المضاعفات الناتجة عن المغص:
إذا لم يتم علاج الأعراض بشكل صحيح، قد يزداد الألم، و يصبح أسوأ مع مرور الزمن.
انسداد القنوات الصفراوية قد تؤدي لحدوث التهابات في المرارة أو القناة الصفراوية، مما يؤدي لمشاكل صحية خطيرة.
العوامل الخطيرة المؤدية للمغص عند البالغين:
- العامل الوراثي: إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين يعاني من نفس الحالة.
- إذا كان المريض يعاني من داء السكري أو تليف الكبد.
- بالإضافة لحالات البدانة أو ارتفاع نسبة كولسترول الدم، أيضاً تعتبر من العوامل الخطيرة للمرض.
علاج المغص عند البالغين:
يختلف و يتراوح العلاج تبعاً لشدة الأعراض. قد يصف الطبيب المضادات الحيوية، و الأدوية المضادة للغثيان و مضادات التشنج التي تعمل على إيقاف تقلصات المرارة. و في بعض الحالات يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة.
- تأكد من عدم وجود نزف شرجي أو مهبلي، بالإضافة لقياس درجة الحرارة. فالنزف و الحرارة قد تشير لوجود مشاكل صحية خطيرة كالإجهاض أو انسداد الأمعاء أو وجود الالتهابات. في حال استمرار الأعراض، يجب مراجعة الطبيب.
- تناول مسكنات الألم مثل مادة إيبوبروفين أو نابروكسين لتخفيف شدة الأعراض و الالتهاب، إذا كان المغص ناتج عن وجود التهاب في القولون أو داء كرون.
- تناول الملينات في حال وجود مغص في البطن، لكن دون حدوث التبرز (إفراغ الأمعاء) خلال الأيام القليلة الماضية. ففي بعض الأحيان يرافق المغص الإصابة بالإمساك. إن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، و تناول كمية وفيرة من الماء و السوائل، يساعد في الوقاية و علاج الإمساك و آلام البطن المرافقة.
- إذا كان الألم محتمل، يفضل الذهاب للمشي قليلاً أو أخذ حمام دافئ. ففي بعض الأحيان هذه الأفعال تخفف من ألم المغص، خاصةً إذا كان الألم نتيجة وجود غازات في الأمعاء.
- تناول كميات قليلة من الطعام، و تجنب المنبهات و الكحول و منتجات الألبان. هذه جميعاً تحفز على ألم و مغص البطن لدى بعض الأفراد، خاصةً الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، أو عدم تحمل اللاكتوز.
- في بعض الحالات قد يصف لك الطبيب مرخي عضلي، للمساعدة على استرخاء عضلات الأمعاء و المثانة، و تخفيف ألم المغص و التشنجات.
استئصال المرارة:
يتم عبر إجراء شقوق صغيرة بواسطة أداة تُعرف باسم منظار البطن. يحتاج المريض للبقاء في المشفى ليلة واحدة في معظم الأحيان. بعض المرضى قد يتمكنون من مغادرة المشفى في نفس اليوم. و هي أكثر أنواع الخيارات العلاجية انتشاراً في حالات المغص الصفراوي، لأنها فعالة و آمنة للغاية. و دون أن تسبب أي مضاعفات بنسبة 90% من الحالات.
إذا لم يكن بالإمكان استئصال المرارة، و استمرت الأعراض دون تحسن، من الممكن الاعتماد على الأدوية التي تساعد في تفتيت حصى المرارة. لكن هذه الأدوية تُعتبر باهظة الثمن، و قد تحتاج عدة أشهر إلى سنة حتى تجد الفائدة المطلوبة. بالإضافة لذلك فإن الحصوات الصغيرة فقط هي القادرة على التجاوب على العلاج.
الحمية الغذائية الصحية خلال حالات المغص:
- الامتناع التام عن استهلاك الأطعمة المسببة للغازات و انتفاخ البطن كالبقوليات.
- تجنب استهلاك السكريات و الأملاح.
- يجب أن تكون الأطعمة المتناولة طازجة و غير معلبة أو محضرة مسبقاً أو المخللات أو الكاتشب و المايونيز.
- تناول كميات وفيرة من الألياف. و من أفضل الخيارات الفواكه و الخضروات.
- تجنب المقالي، و الاعتماد في الطهي على الشوي في الفرن أو على البخار أو السلق.
- و من أفضل الخيارات أيضاً في حالات المغص، تناول البيض سواءً البيض المقلي أو المسلوق.
- تناول المشروبات الدافئة أيضاً يُعتبر خيار جيد في حالات المغص، مثل الشاي الأخضر أو البابونج.
- الامتناع عن تناول المشروبات الغازية أو الكافئين أو الكحول.
المراجع:
http://www.livestrong.com/article/294627-how-to-cope-with-abdominal-colic-in-adults/
http://www.livestrong.com/article/234066-colic-adults/
http://firstaidcprvictoria.ca/abdominal-colic-in-adults/
https://www.drugs.com/health-guide/biliary-colic.html
http://healthtipsing.com/en/pages/86790
https://healthery.com/colic-in-adults/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/146980858@N03/
Mohamed el mouden
مرحبا انا اعاني من داء المعتمد على الأنسولين واحيانا يحدث معي مغص وتشنج في الأمعاء وامساك علمآ انني اصوم رمضان
بدور الآغا
أهلاً و سهلاً بك أخي محمد..
أنصحك بمراقبة مستوى السكر في الدم بشكل دوري. و المواظبة على تناول جرعات الأنسولين في المواعيد المحددة، مع الأخذ بعين الاعتبار لوجبات الطعام و كميتها و نوعيتها.
في حال كان مستوى سكر الدم منضبط بشكل جيد، لن يسبب ذلك لديك أي مشاكل صحية.
بالإضافة لذلك فإن اتباع النصائح المذكورة أعلاه، لها دور أساسي و فعال في الوقاية من حالات المغص و المشاكل الهضمية.
أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية. و في حال وجود أي استفسار طبي، على الرحب و السعة دائماً.