الأضرار الناتجة عن أشعة الأجهزة الالكترونية و الهواتف المحمولة و كيفية الوقاية منها

7199 2
7199 2

 إن التعرض لأشعة الأمواج الدقيقة الصادرة عن الهواتف المحمولة أو الهواتف اللاسلكية أو أجهزة سماع صوت الأطفال أو أجهزة توجيه الانترنت (الراوتر)، و غيرها من الأجهزة اللاسلكية، تسبب خلل وظيفي خطير في الخلايا، نتيجة التلف الذي تسببه الجزيئات الحرة.

إن كثرة الجزيئات الحرة التي يتم تحفيزها عبر التعرض لأشعة الميكرويف (الأمواج الدقيقة) الصادرة عن الأجهزة الالكترونية، ترتبط مع العديد من المشاكل الصحية و الأمراض المزمنة، مثل داء الزهايمر و التوحد و عدم انتظام ضربات القلب و الاكتئاب و ضعف الخصوبة و العقم.

التأثيرات السلبية الناتجة عن هذه الأشعة، هي شديدة الخطورة و الضرر، خاصةً للمرأة الحامل. مما تؤدي لزيادة خطورة تعرض الأطفال للإصابة بالتوحد أو اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة أو مشاكل سلوكية و عاطفية و اجتماعية.

التأثيرات السلبية الناتجة عن الحقل الكهرومغناطيسي تستمر في إشعال المحادثات و الجدال حول العالم. و التلوث الأكثر خطورة الذي يؤثر عليك، هو البحر غير المرئي من هذه الأشعة التي يسبح فيها جسمك يومياً! فأنت تتعرض لهذه الأشعة طوال اليوم، ليس فقط في الأماكن العامة، لكن داخل بيتك أيضاً.

معظم هذه الإشعاعات تبعث من الهواتف المحمولة و أجهزة الكومبيوتر و الأجهزة اللاسلكية. و على اعتبار من المستحيل تقريباً تجنب التعرض لهذه الأشعة بشكل كامل، هنالك بعض الأساليب للحد من تأثيرها.

معرفة التأثيرات السلبية لهذه الإشعاعات و كيفية الوقاية منها، تُحسّن بشكل ملحوظ من صحتك، خاصةً بالنسبة للأفراد الذين يعانون من الأمراض الخطيرة.

التأثيرات السلبية الناتجة عن الأشعة هي مشابهة لتأثير التدخين، قد لا تشعر بها مباشرةً، لكنها تتطور بالتدريج مع مرور الزمن. ففي الحقيقة، إن الهواتف المحمولة هي السجائر التي تهدد صحة العامة منذ القرن الحادي و العشرين!

ما هو حقل الأشعة الكهروميغناطيسية؟

هو عبارة عن منطقة لا مرئية من الطاقة. يُشار إليها عادةً بالإشعاع، و التي ترتبط مع استخدام الطاقة الكهربائية.

لن نختلف على الأضرار الناتجة عن التعرض للإشعاعات. و هذا هو السبب لقيام الطبيب بتغطية المريض عندما يتعرض للتصوير بالأشعة السينية. هذه الإشعاعات تحتوي على طاقة كافية لتحطيم الروابط الموجودة في الحمض النووي. لكن بالإضافة لذلك، فإن معظم الضرر يعود لعمليات الأكسدة التي تنتج عن فرط التعرض للجزيئات الحرة.

إن نوع الحقول الكهروميغناطيسية التي تنبعث من الهواتف المحمولة، هي أشعة المايكرويف (الموجات الدقيقة) التي تتراوح من 2-5 غيغا هرتز.

بالإضافة إلى أجهزة الموبايل، فإن الأجهزة الالكترونية مثل جهاز مراقبة صوت الطفل، أجهزة البلوتوث و مقياس درجة الحرارة الذكي و أجهزة التحكم بالانترنت (الراوتر)، جميعها تستخدم هذه الأشعة بشكل يؤذي الخلايا.

أعراض فرط التعرض للأشعة الكهرومغناطيسية:

التأثيرات السلبية و الأضرار الناتجة عن التعرض للأشعة الكهروميغاطيسية:

زيادة مستويات الكالسيوم داخل الخلايا و زيادة عمليات الأكسدة:

إن التعرض للإشعاعات، و التي بدورها تخترق الجسم، تؤثر على قنوات الكالسيوم الموجودة خارج غشاء الخلايا. و عندما يتم تحفيزها، تسمح بتدفق هائل لشوارد الكالسيوم بالدخول إلى داخل الخلايا. و عندما تزداد كمية الكالسيوم داخل الخلايا، يؤدي ذلك لزيادة مستويات أوكسيد النتريك و سوبر أوكسيد.

على الرغم من أن أوكسيد النتريك يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، لكن الكميات الفائضة منه تتفاعل مع سوبر أوكسيد، و تؤدي لتشكل بيروكسي نيتريت و الذي يعتبر من العوامل المؤكسدة القوية جداً. و الذي بدوره يتحطم لتشكيل الجزيئات الحرة الضارة، بما في ذلك جزيئات الهيدروكسيل و جزيئات الكربونات و جزيئات ثاني أوكسيد النتروجين. مما يؤدي إلى:

  • خلل في وظيفة الميتوكوندريا و الأغشية الخلوية و البروتينات الخلوية.
  • يسبب تلف حاد للخلايا.
  • يؤدي إلى تحطم الحمض النووي ال DNA
  • يُسرّع علامات الشيخوخة و التقدم في السن.
  • يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة.

زيادة خطورة الأمراض المزمنة:

عندما يتشكل بيروكسي نيتريت، يتفاعل ببطء مع الجزيئات البيولوجية، و يسبب عمليات الأكسدة. حيث يقوم بتعديل جزيئات التيروسين في البروتينات، و يشكل مادة جديدة نيتروتيروسين. هذا التغيير يظهر عند أخذ خزعة من مرضى تصلب الشرايين أو مرضى التهاب الأمعاء أو نقص تروية عضلة القلب أو أمراض الرئة. كما يظهر في تحطم الحمض النووي ال DNA. و هو ما يفسر سبب زيادة انتشار الأمراض المزمنة منذ عام 1990 سواءً الأمراض القلبية و السرطان و الالتهابات. و هو ما يشكل مصدر قلق أكبر من الأورام الدماغية.

و إليك النتائج التالية:


نوع المرض   نسبة زيادة انتشاره منذ عام 1990
نقص الانتباه و فرط النشاط  819%
داء الزهايمر 299%
اضطراب ثنائي القطب لدى اليافعين  10833%
التوحد  2094%
داء سيلياك  1111%
متلازمة التعب المزمن  11027%
الاكتئاب 289%
داء السكري  305%
قصور الغدة الدرقية  702%
انقطاع النفس عند النوم  430%
التهاب المفاصل هشاشة العظام  449%
الذئبة الحميمية  787%

هل تعاني من أحد الأمراض السابقة المرتبطة مع التعرض للأشعة الكهروطيسية؟

ذكرتُ سابقاً من تأثير هذه الأشعة، زيادة مستويات الكالسيوم داخل الخلايا. تتضمن الأنسجة الأكثر تأثراً بذلك، و التي تحتوي على أعلى تركيز من الكالسيوم داخل الخلايا ما يلي:

  • الدماغ.
  • الخصيتين.
  • الجهاز العصبي.
  • منظم ضربات القلب.
  • شبكية العين.

الأمراض الناتجة عن تحفيز قنوات الكالسيوم في أغشية الخلايا الدماغية:

يتم تحرير النواقل العصبية و هرمونات الغدد الصم العصبية. زيادة نشاط قنوات الكالسيوم في أجزاء محددة من الدماغ، تؤدي لإنتاج العديد من التأثيرات العصبية. و التعرض المزمن لهذه الإشعاعات و الذي يؤثر على الدماغ، ينتج عنه:

  • داء الزهايمر
  • القلق
  • التوحد
  • الاكتئاب

و على الرغم من أن التعرض لهذه الأشعة، قد لا تكون السبب الأساسي للأمراض القلبية. لكنها تزيد الوضع سوءاً، و تسبب اضطرابات في نظم القلب.

و تتضمن المشاكل الصحية الناتجة عن التعرض لهذه الأشعة و التي تؤثر على القلب، ما يلي:

  • عدم انتظام ضربات القلب (سواءً بطء أو زيادة ضربات القلب) و المرتبطة بالموت المفاجئ.
  • الرجفان الأذيني (الرفرفة الأذينية).
  • خفقان القلب.

زيادة خطورة العقم و ضعف الخصوبة:

إن التعرض للأشعة الكهروميغناطيسية يؤدي لزيادة خطورة العقم خاصةً إذا كنت تحمل هاتفك النقال في جيب البنطلون بشكل روتيني، بالقرب من منطقة الحوض. أو تستخدم جهاز الكومبيوتر (أو الحاسوب) على حضنك.

أظهرت الدراسات وجود ارتباط بين التعرض لهذه الأشعة الناتجة عن الهواتف المحمولة، و بين انخفاض عدد و حركة النطاف بمعدل 9%. بالإضافة لذلك، هنالك بعض الأعضاء الحساسية في منطقة الحوض، بما في ذلك المثانة و القولون و الكلية و الكبد. جميع هذه الأعضاء هي عرضة للتلف الناتج عن التعرض للإشعاعات.

و بالنسبة للمرأة، تزداد خطورة الإصابة بسرطان الثدي في حال حمل الموبايل بشكل متكرر في حمالة الثدي الخاصة بها.

بعض الأساليب للوقاية من التعرض للأشعة الكهروميغناطيسية:

  • وصل جهاز الكومبيوتر إلى الانترنت عن طريق اتصال سلكي، و التأكد من وضع سطح المكتب في وضعية الطيران.
  • تجنب استخدام لوحدة المفاتيح اللاسلكية أو الماوس أو أنظمة الألعاب الالكترونية و الطابعات و هواتف المنزل اللاسلكية.
  • و عند ضرورة استخدام الانترنت اللاسلكي، يجب قطع الاتصال مباشرةً مع الانتهاء من استخدامه، خاصةً في الليل أثناء النوم.
  • إيقاف تشغيل الكهرباء في غرفة النوم في الليل إن أمكن. مما يخفف من الحقل الكهربائي الناتج عن الأسلاك في الجدران.
  • استخدام ساعة تعمل على البطارية دون وجود أي ضوء.
  • و إن كنت تعتمد على المايكرويف ينصح باستبداله بالفرن الحراري. و الذي يعمل على تسخين الطعام بسرعة و أكثر أمناً.
  • تجنب استخدام الأجهزة الذكية و مقياس درجات الحرارة الذي يعتمد على الإشارات اللاسلكية, و هو ما يتضمن و للأسف جميع أجهزة التلفاز الحديثة. و تدعى بالأجهزة الذكية لأنها تلتقط إشارة الانترنت. و على عكس الكومبيوتر ليس بإمكانك إيقاف إشارة الواي فاي.
  • عدم استخدام أجهزة مراقبة صوت الأطفال.
  • عدم حمل الهاتف المحمول في جسمك، إلا إذا كان في وضع الطيران. و لا تنام و الموبايل موجود في نفس الغرفة! إلا إذا كان في وضع الطيران. و على الرغم من اختيار وضع الطيران للهاتف، قد تصدر عنه إشارات.
  • عند استخدام الهاتف ينصح باختيار مكبر الصوت بدلاً من وضعه على الأذن، أو استخدام السماعات.

بعض الأطعمة التي قد تساعد في حماية الجسم من التلف الناتج عن الإشعاعات:

  • المغنيزيوم: يعتبر من حاصرت قنوات الكالسيوم الطبيعية. مما يساعد في خفض التأثيرات الناتجة عن هذه الإشعاعات على قنوات الكالسيوم في الخلايا. ينصح بتناول 1-2غ من المغنيزيوم يومياً.
  • تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالخضروات و الأطعمة الغنية بالأحماض الدسمة الأوميغا3.
  • بعض التوابل و المنكهات التي تساعد في الوقاية من التلف الناتج عن مادة بيروكسي نيتريت و تعويض الأنسجة التالفة مثل القرفة و القرنفل و الزنجبيل و الكركم.

من الجدير بالذكر:

الأطفال أكثر عرضة و خطورة في الإصابة بالتأثيرات السلبية و المشاكل الصحية الناتجة عن استخدام الاجهزة الالكترونية. حيث انتشر استخدام هذه الوسائل بشكل رهيب، و من قبل الأطفال خاصةً قبل عمر الخمس سنوات. مما يسبب زيادة تعرضهم لهذه الإشعاعات. و يقع على عاتقنا كأهل توعية أطفالنا و حمايتهم.

بدأ معظم الأطفال باستخدام الأجهزة الالكترونية في سن صغيرة، و هم محاطين في المنزل من كافة الجهات بهذه الأجهزة، التي تصدر الإشعاعات. كما بدأ استخدام أجهزة الكومبيوتر في التعليم في سنوات مبكرة أيضاً، عدا عن ألعاب الانترنت و الفيديو!

و في دراسات أجريت على 1300 أم حامل، أظهرت الإحصائيات نتيجة المقارنة بين الأطفال الذين ولدوا من أمهات لا تستخدمن الأجهزة المحمولة خلال الحمل، و بين الأمهات اللاتي تستخدمهن هذه الأجهزة. كانت النتائج كما يلي:

  • +49% اضطرابات سلوكية.
  • +35% فرط النشاط.
  • +34% المشاكل المتعلقة بالأقران.
  • +25% اضطرابات عاطفية.

أتمنى أن نأخذ هذه الخطوة اليوم للوقاية من التأثيرات السلبية الناتجة عن الإشعاعات سواءً تجاه أنفسنا و أطفالنا. و شكراً للمتابعة.

المراجع:

https://articles.mercola.com/sites/articles/archive/2018/01/08/reduce-emf-exposure.aspx

https://www.mamanatural.com/emf-exposure/

https://draxe.com/electromagnetic-radiation/

https://www.emfanalysis.com/basic-steps/

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/157902673@N04/

 

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. حمزة الزكى رد

    مقال محترم جدا

    1. بدور الآغا رد

      شكراً لمشاركتك أخي حمزة..
      مع تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية وعلى الرحب والسعة دائماً.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك