أهمية فيتامين أ و فوائده الصحية و أعراض نقصه و تأثيراته الجانبية

7109 0
7109 0

فيتامين أ هو عبارة عن فيتامين ينحل في الدسم. و يُعتبر من مضادات الأكسدة القوية. يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الرؤية، و وظيفة الجهاز العصبي، و صحة البشرة، و تأخير مظاهر الشيخوخة و التجاعيد، بالإضافة للعديد من الفوائد.

كما هو الحال بالنسبة لكافة مضادات الأكسدة، فإن فيتامين أ يتميز بدوره الأساسي في خفض حالات الالتهابات، عن طريق القضاء على الجزيئات الحرة التي تلحق الضرر و التلف للخلايا.

و على اعتبار أن فيتامين أ ينحل في الدسم، لذلك يجب أن يتم تناوله مع الوجبات الدسمة الغنية بالدهون، لتعزيز عملية الامتصاص. كما يجب أن تحتوي الوجبة الغذائية على كمية كافية من البروتينات، و إلا يؤدي ذلك إلى نقص فيتامين أ.

و من الجدير بالذكر أهمية عنصر الزنك مع النظام الغذائي الذي يحتوي على فيتامين أ. حيث تشير الدراسات إلى أن عملية الامتصاص و الاستقلاب و نقل فيتامين أ، جميعها تعتمد على الحصول على كمية كافية من عنصر الزنك. و بالتالي عندما يفتقد الجسم لعنصر الزنك، فهو يؤثر أيضاً على فيتامين أ، و يسبب نقص فيتامين أ ثانوي.

أنواع و مصادر فيتامين أ:

يتواجد فيتامين أ في نوعين أساسين هما: فيتامين أ الفعال و بيتا كاروتين.

  • فيتامين أ الفعال يأتي من المصادر الحيوانية، و يدعى ريتينول. هذا النوع من فيتامين أ من الممكن استخدامه بشكل مباشر من الجسم. أي لا يحتاج لتحويل صيغة فيتامين أ.
  • أما النوع الثاني من فيتامين أ، و الذي يتم الحصول عليه من المصادر النباتية (الفواكه و الخضروات)، هو على شكل برو فيتامين أ من فئة الكاروتينات. و التي تتحول إلى مادة الريتينول بعد أن يتم هضم الطعام. بيتا كاروتين هو عبارة عن نوع من الكاروتينات التي توجد بشكل أساسي في النباتات، و بحاجة أولاً لأن تتحول إلى صيغة فيتامين أ الفعال، ليتمكن الجسم من استخدامها.

ينصح الأطباء و أخصائي التغذية بالحصول على فيتامين أ يومياً عن طريق تناول حمية غذائية متوازنة غنية بالفاكهة و الخضروات و الحبوب الكاملة، أفضل من المتممات الغذائية.

أعراض نقص فيتامين أ:

أسباب نقص فيتامين أ:

إن الأفراد الذين يعانون من سوء امتصاص الدهون، هم أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين أ.

من المشاكل الصحية التي تسبب سوء امتصاص فيتامين أ تتضمن ما يلي:

  • الحساسية للغلوتين.
  • رشح القناة الهضمية.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • التهاب الأمعاء و اضطرابات البنكرياس.
  • في حالات الإفراط في تناول الكحول، و التي تسبب مستويات عالية من السمية، تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بنقص فيتامين أ.

المضاعفات الناتجة عن نقص فيتامين أ:

إن الإصابة بنقص فيتامين أ يُعتبر من المشاكل الصحية الشائعة في أكثر من نصف بلدان العالم، خاصةً إفريقيا و جنوب شرق آسيا. و بنسبة أكبر لدى الحوامل و الأطفال في البلدان ذات الدخل المنخفض.

هذه تعتبر مشكلة خطيرة بالنسبة للأطفال. لأن نقص فيتامين أ يسبب ضعف شديد في البصر، أو فقدان البصر كلياً (العمى). كما يؤدي نقص فيتامين أ لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض الشديدة.

كلما كان عمر المريض أصغر، كانت التأثيرات السلبية أكثر شدة. و تتضمن تأخر النمو و الإصابة بالعدوى و الالتهابات خاصةً  لدى الأطفال، و حالات الوفاة قد تتجاوز 50% إذا كان نقص فيتامين أ شديد.

و تتضمن المضاعفات الأولية الناتجة ما يلي:

سوء صحة العين:

إن نقص فيتامين أ قد يؤدي لزيادة سماكة طبقة القرنية، و بالتالي يؤدي للعمى.

تلين القرنية:

هي عبارة عن مشكلة صحية تنتج عن النقص الحاد في فيتامين أ، و تصيب كلا العينين معاً. هذا النوع من نقص فيتامين أ، قد يكون نتيجة خلل في النظام الغذائي، أو سوء استقلاب و سوء امتصاص.

الأعراض المبكرة من تلين القرنية قد تتضمن:

  • الإصابة بالعمى الليلي.
  • جفاف شديد للعين.
  • ثم يتبع ذلك ضبابية و تشوش في الرؤية.
  • إذا استمر تلين القرنية دون الانتباه أو العلاج، قد يؤدي ذلك لالتهاب القرنية، أو تمزق أو تغيرات في الأنسجة التنكسية.
  • و جميع هذه التغيرات تسبب العمى.

و بالنسبة للمرأة الحامل، تكون حاجة الجسم لفيتامين أ خلال المرحلة الأخيرة من الحمل. أي أن معظم النساء الحوامل قد تعاني من نقص في فيتامين أ خلال الثلث الأخير من الحمل. حيث تعاني من ضعف الرؤية في الليل إذا كانت كمية فيتامين أ قليلة.

تلف مبكر للجلد:

يؤدي نقص فيتامين أ لجفاف البشرة و زيادة سماكة و تقشر الجلد. حيث تفقد الخلايا الظهارية رطوبتها، و تصبح قاسية و جافة. و يتم ذلك أيضاً في الأغشية المخاطية للمجاري التنفسية و الهضمية و البولية.

التهابات الجهاز التنفسي:

و يحدث ذلك نتيجة ضعف الجهاز المناعي الناتج عن نقص فيتامين أ.

الإسهال و الحصبة عند الأطفال:

حيث تعتبر من الأمراض الشائعة لدى الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين أ نتيجة زيادة خطورة الإصابة بالعدوى و ضعف الجهاز المناعي.

فوائد فيتامين أ الصحية:

حماية صحة العين و تعزيز الرؤية:

فيتامين أ هو الجزء الأساسي من جزيئات الرودوبسين (هو عبارة عن صباغ مكون من مادة بروتينية موجودة في خلايا العصي/العصوية الموجودة في شبكية العين). و الذي يتنشط عند تسليط إضاءة عالية على الشبكية. و يرسل إشارات للدماغ و بذلك تحدث الرؤية.

بيتا كاروتين، يلعب دوراً هاماً في الوقاية من الضمور البقعي الذي يؤدي للعمى. و هو أكبر الأمراض الشائعة المرتبطة مع التقدم في السن.

و في حالات جفاف العين، يعتبر فيتامين أ على شكل قطرات عينية، فعالة جداً للعلاج.

تعزيز مناعة الجسم:

العديد من وظائف الجهاز المناعي الداخلي، تعتمد على وجود كمية كافية من فيتامين أ. لذلك فهو يعزز عمل مناعة الجسم. حيث يتم تنظيم الجينات المشاركة في الاستجابة المناعية عن طريق فيتامين أ. و بالتالي فهو ضروري لمكافحة المشاكل الصحية الخطيرة مثل السرطان و أمراض المناعة الذاتية، بالإضافة للأمراض مثل نزلات البرد و الانفلونزا.

يُعتبر البيتا كاروتين من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في تعزيز الجهاز المناعي، و تمنع العديد من الأمراض المزمنة.

مكافحة الالتهابات:

يتميز فيتامين أ بخصائص مضادة للأكسدة التي تعمل على تحييد الجزيئات الحرة الموجودة في الجسم، و التي تحدث التلف بالأنسجة و الخلايا. كما يعمل على حماية الأغشية المخاطية التي تبطن الجهاز الهضمي و المجاري البولية ضد الالتهابات. و يمنع فيتامين أ فرط نشاط الخلايا. فعندما يحدث فرط نشاط في الجهاز المناعي تجاه بروتينات الطعام، يؤدي ذلك لحساسية تجاه الطعام، و بالتالي حدوث الالتهابات.

إن تناول كمية جيدة من فيتامين أ يومياً يساعد في خفض خطورة الإصابة بأنواع محددة من حساسية الطعام. و انخفاض مستويات الالتهابات ترتبط أيضاً مع خفض خطورة الإصابة بالأمراض العصبية مثل داء باركنسون و داء الزهايمر.

تعزيز صحة البشرة و نمو الخلايا:

يُعتبر فيتامين أ ضروري لشفاء الجروح، و ترميم الخلايا التالفة و تجديد خلايا البشرة. فهو ضروري لدعم جميع الخلايا الظهارية الداخلية و الخارجية. بالإضافة لذلك فهو وسيلة فعالة في الوقاية من سرطان الجلد.

فيتامين أ ضروري لتشكيل بروتينات سكرية التي تساعد في ربط الخلايا مع بعضها لتشكيل الأنسجة الرخوة. و نقص فيتامين أ قد يؤدي لضعف هذا الارتباط.

فيتامين أ ضروري لتأخير ظهور التجاعيد، و تعزيز صحة البشرة عموماً، عن طريق إنتاج كميات إضافية من ألياف الكولاجين المسؤولة عن الحفاظ على مظهر الشباب و الحيوية. كما يساهم فيتامين أ في الحفاظ على حيوية و صحة الشعر.

الوقاية من السرطان:

عند الحصول على كمية وفيرة من فيتامين أ، يتمكن الجسم من التحكم بالخلايا السرطانية و مكافحة نموها. حيث يتميز حمض الريتينويك بقدرته على القضاء على الخلايا السرطانية و الحد من نموها.

بالإضافة لفوائدة في الوقاية من تشكل الحصوات البولية، و تعزيز بنية العضلات و العظام، و الوقاية من حب الشباب.

أفضل المصادر الغذائية الغنية بفيتامين أ:

من أفضل المصادر الغذائية الغنية بفيتامين أ: البيض و الكبد و التونا و الخضروات الصفراء و البرتقالية كالجزر و البطاطا الحلوة، و الفليفلة الحمراء و البروكلي و الخضروات ذات الأوراق الخضراء مثل السبانخ و الخس، بالإضافة للأجبان و الألبان و الحليب.

الحاجة اليومية من فيتامين أ:

بشكل عام يحصل معظم الأفراد على فيتامين أ من الأطعمة المتناولة. لكن في حال وجود نقص في مستوى فيتامين أ، يلجأ الطبيب لإعطاء المتممات الغذائية الغنية بفيتامين أ.

الأفراد الذين يعانون من اضطرابات هضمية أو سوء تغذية بحاجة لتناول المتممات الغذائية يومياً.

الجرعة اليومية التي يجب الحصول عليها سواءً من الأطعمة أو من المتممات الغذائية تتمثل بما يلي:

بالنسبة للأطفال:

  • من عمر 1-3 سنوات: 300ميكروغرام يومياً.
  • من عمر 4-8 سنوات: 400 ميكروغرام يومياً.
  • من عمر 9-13 سنة: 600 ميكروغرام يومياً.

بالنسبة للبالغين الإناث:

  • من عمر 14 سنة و أكثر: 700 ميكروغرام يومياً.
  • بالنسبة للمرأة الحامل: 750-770 ميكروغرام يومياً.
  • بالنسبة للمرأة المرضع: 1200-1300 ميكروغرام يومياً.

بالنسبة للبالغين الذكور:

  • من عمر 14 سنة و ما فوق: 900 ميكروغرام يومياً.

و في حالات نقص فيتامين أ، فتشمل الجرعات العلاجية ما يلي:

أي هذه أعلى جرعة آمنة من الممكن الحصول عليها يومياً لعلاج نقص فيتامين أ:

  • بالنسبة للأطفال من عمر 0-3 سنوات: 600 ميكروغرام يومياً.
  • من عمر 4-8 سنوات: 900 ميكروغرام يومياً.
  • من عمر 9-13 سنة: 1700 ميكروغرام يومياً.
  • من عمر 14-18 سنة: 2800 ميكروغرام يومياَ.
  • من عمر 19 و ما فوق: 3000 ميكروغرام يومياً.

التأثيرات الجانبية الناتجة عن زيادة نسبة فيتامين أ:

في الحقيقة إن زيادة مستويات فيتامين أ فوق الحد الطبيعي هي أكثر ضرراً من فوائدها. إن استهلاك كمية كبيرة من فيتامين أ يرتبط مع:

  1. حدوث انخفاض في بنية العظام و مشاكل في الكبد.
  2. بالإضافة لحدوث تشوهات للجنين إذا كانت المرأة حامل.
  3. كما قد يؤدي للإصابة باليرقان و الغثيان و الإقياء و فقدان الشهية للطعام، عدا عن تساقط الشعر الشديد.

أعراض سمية فيتامين أ (فرط استهلاك و زيادة جرعة فيتامين أ):

  • جفاف البشرة.
  • ألم في المفاصل.
  • الغثيان و الإقياء و الصداع و التشوش.
  • تضخم الكبد و الطحال.
  • كما قد تتفاعل المتممات الغذائية الغنية بفيتامين أ مع حبوب منع الحمل، أو المميعات الدموية، أو أدوية علاج حب الشباب، أو أدوية علاج السرطان. لكن جميع حالات التسمم بفيتامين أ يعود لتناول جرعات غير صحيحة من المتممات الغذائية، و ليس من تناول الطعام.

المراجع:

https://www.organicfacts.net/health-benefits/vitamins/health-benefits-of-vitamin-a-or-retinol.html

https://www.drweil.com/vitamins-supplements-herbs/vitamins/facts-about-vitamin-a/

http://www.nhs.uk/Conditions/vitamins-minerals/Pages/Vitamin-A.aspx

http://www.webmd.com/a-to-z-guides/supplement-guide-vitamin-a#1

https://draxe.com/vitamin-a/

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/valdorian/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك