من المشاكل الصحية الشائعة جداً هي مشكلة النفخة أو انتفاخ البطن.
إذا كنت تعاني من مشكلة عسر الهضم أو النفخة و الغازات بشكل متكرر، إذاً مقالتي لليوم قد تفيدك!
تحدثنا سابقاً عن مشكلة النفخة و الغازات و أسبابها والأعراض المرفقة. أما اليوم و بإذن الله تعالى، سوف نركّز على الأساليب العلاجية الطبيعية للقضاء على هذه المشكلة.
لا عجب في تزايد المعاناة من الاضطرابات الهضمية. خاصةً مع أنماط الحياة المتسارعة، والاعتماد على الأطعمة الجاهزة، وارتفاع مستوى الضغوطات والتوتر، والحاجة اليومية للأدوية، والتعرض لمختلف أنواع الملوثات.
بينما تُعتبر مشكلة انتفاخ البطن أمراً غير مريح. و قد يسبب الحَرَج، عندما يرافقه الغازات. قد تكون المشكلة أكبر من ذلك، والتعامل معها أكبر مما قد يخطر على بالك!
ما هي مشكلة نفخة البطن أو المعدة؟
في معظم الحالات، تُعتبر مشكلة انتفاخ البطن أمراً ثانوياً، لا يدعو للقلق. و يتم تصحيحها من خلال إجراء تعديلات بسيطة على نظام الحمية الغذائية، والعادات اليومية.
بالنسبة للعديد من الأفراد، قد تظهر مشكلة نفخة البطن أو الغازات نتيجة وجود أحد الأسباب التالية:
- عدم هضم البروتينات المتناولة بشكل كامل. مما قد يسبب تخمّر هذه الأطعمة.
- عدم قدرة الجسم على هضم و تحلل السكريات و الكربوهيدرات بشكل كامل: تحتاج بعض المركبات السكرية المعقدة لوجود أنزيمات معينة ليتم هضمها بشكل كامل. قد يفتقر بعض الأفراد لوجود هذه الأنزيمات.
- خلل في توزان أنواع البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية: تحتوي القناة الهضمية على عدد كبير من البكتيريا بمختلف أنواعها. سواء بكتيريا نافعة و بكتيريا ضارة. لكن في حال سيطرت كمية البكتيريا الضارة، و ازدادت عن حدّها الطبيعي على حساب البكتيريا النافعة. هذا الخلل في التوزان، قد يؤدي لانتفاخ البطن و الغازات.
في حالات أخرى، قد يحدث انتفاخ البطن نتيجة وجود مشاكل صحية كامنة، مثل:
- مشكلة متلازمة الأمعاء المتسربة
- أو وجود خلل هرموني
- أو اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية
- أو التهاب الأمعاء أو داء كرون أو التهاب القولون التقرحي
- أو احتباس السوائل أو التجفاف أو الإمساك أو انسداد الأمعاء
- أو التحسس الغذائي بما في ذلك داء سيلياك أو عدم تحمل هضم سكر اللاكتوز
هنالك العديد من الأشياء التي قد تؤثر على صحة القناة الهضمية، و قدرة الجسم على استقلاب و تحليل الغذاء بشكل فعال، و طريقة الجسم الطبيعية بالتخلص من الفضلات.
وعلى اعتبار أن هنالك العديد من العوامل المختلفة، التي قد تساهم في انتفاخ المعدة، بما في ذلك، أسباب قد تبدو لا علاقة لها بالهضم مثل النوم أو التوتر. فمن المحتمل أن يصاب الشخص بانتفاخ البطن في أي وقت من اليوم أو الشهر.
على خلاف ما قد يعتقده بعض الأفراد. فإن مشكلة انتفاخ البطن مختلفة عن تراكم الدهون حول البطن أو احتباس السوائل.
بل في الحقيقة، السوائل لا تتراكم في المعدة عموماً. ربما قد تعاني من انتفاخ البطن، واحتباس السوائل في مناطق أخرى من الجسم، مثل الكاحل أو الوجه أوالقدم. فيكون انتفاخ البطن بسبب عوامل أخرى.
كيف نتغلب على مشكلة انتفاخ المعدة؟
إضافة مركبات البروبيوتيك لنظامك الغذائي:
مركبات البوربيوتيك هي التي تغذي البكتيريا النافعة الفلورا الموجودة في القناة الهضمية. والتي تساعد في القضاء على البكتيريا الضارة.
بإمكانك إضافة المتممات الغذائية الغنية بمركبات البروبيوتيك لنظامك الغذائي. أو الحصول عليها بشكل طبيعي من الطعام الذي تتناوله، مثل الألبان والمخلل.
تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف:
إحدى أهم الطرق الفعالة للتغلب على مشكلة انتفاخ البطن، هي من خلال تعديل النظام الغذائي المتناول.
حتى تحسن عملية الهضم لديك، ينصح بإضافة الأطعمة الغنية بالألياف لنظامك الغذائي. وذلك بمعدل 25-30 غ من الألياف يومياً، كحد أدنى.
تناول المزيد من الفواكه والخضروات الغنية بالماء:
تتميز الفواكه والخضروات بغناها بالماء والشوارد والأنزيمات النافعة، التي تعزز عملية الهضم، وتقضي على مشكلة النفخة بشكل طبيعي.
حاول تناول المزيد من الخضروات الخام أو المطهية، مثل الشوكي والكوسا والخيار والخضروات ذات الأوراق الخضراء.
إضافة الأعشاب والتوابل والشاي لنظامك الغذائي:
هنالك بعض أنواع التوابل التي تتميز بخصائص تساعد على الهضم بشكل طبيعي، مثل الزنجبيل و الألوفيرا أو الصبار و الشمرة.
- تعمل بعض أنواع الأعشاب كمدرات بولية. وتساعد الجسم على طرح السوائل المتراكمة.
- بينما تساعد أعشاب أخرى مثل الزنجبيل على تعزيز عملية الهضم، واسترخاء عضلات القناة الهضمية، والقضاء على مشكلة الإمساك.
ينصح بتناول الأعشاب الطازجة بمختلف أنواعها، مثل البقدونس و الأوريغانو و الروزماري. و إضافة شاي الأعشاب والألوفيرا لنظامك الغذائي بشكل دوري.
ولا تخفى أهمية مرق العظام والشاي الأخضر. حيث تتميز بخصائص مضادة للالتهاب. وتعتبر من المصادر الممتازة، لتحسين صحة القناة الهضمية.
إضافة المزيد من الماء و السوائل:
إحدى أفضل الطرق للتخلص من مشكلة انتفاخ البطن سريعاً، هي عن طريق تناول كمية وفيرة من الماء.
تساعد السوائل على تحسين عملية الهضم، و الامتصاص و حركة الأمعاء.
لا يوجد كمية سحرية محددة من الماء مناسبة للجميع. بل تختلف حاجة الجسم للماء من شخص لآخر. لكن تتمثل الكمية الوسطى التي ينصح بها عادةً بين 6-8 كاسات من الماء على الأقل يومياً.
الحفاظ على رطوبة الجسم، هو أمر ضروري للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، و تجنب النفخة. لكن يجب الانتباه لنوعية السوائل المتناولة. ويعتبر الماء أفضلها على الإطلاق.
تتواجد الماء في مختلف أنواع الفواكه والخضروات وشاي الأعشاب.
تجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب انتفاخ البطن:
- السكريات و الأطعمة المحلاة: يتم تخمر السكريات بسهولة في القناة الهضمية. مما يساهم بفرط نمو الكانديدا و زيادة نسبة العوامل الالتهابية.
- معظم منتجات الأجبان والألبان: والتي تتضمن الألبان المحلاة مع السكر، وتحتوي على المكونات الصناعية.
- الحبوب المكررة: تحتوي بعض أنواع الحبوب على مادة الغلوتين، التي يصعب هضمها بالنسبة للعديد من الأفراد. كذلك الأمر بالنسبة للذرة والشوفان و غيرها من أنواع الحبوب.
- في بعض الحالات قد يصعب هضم بعض أنواع الخضروات، مثل البروكلي و القرنبيط و الملفوف و البصل و الثوم. حيث تحتوي هذه المواد على أنواع معينة من الكربوهيدرات، التي يصعب هضمها.
- البقوليات والفاصولياء، حيث تؤدي لزيادة تكون الغازات.
- مضغ العلكة
- المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة
- في بعض الأحيان، قد تسبب بعض أنواع الفواكه، تخمّر سريع في الجهاز الهضمي. مما يؤدي لانتفاخ البطن والغازات. والتي تتضمن التفاح والأفوكادو والخوخ.
- الكحول والمحليات الصناعية والتي تتضمن أسبارتام ومانيتول واكزيليتول وسوربيتول.
ممارسة التمارين الرياضية:
إن الحفاظ على مستوى النشاط والحيوية، يساعد في تحفيز عمل الجهاز الهضمي. والوقاية من الإمساك، والحفاظ على التروية الدموية وحركة السوائل الليمفاوية في الجسم.
تُعتبر هذه العوامل أساسية، لإزالة السموم من الجسم.
يُنصح بالمواظبة على أداء التمارين الرياضية، و نشاط الجسم معظم أيام الأسبوع، بمعدل 30-60 دقيقة.
يتساءل البعض، هل من الممكن أن تسبب التمارين الرياضية زيادة انتفاخ البطن؟
في بعض الحالات، خاصةً إذا تم الإفراط في ممارسة الرياضة بشكل مجهد. قد تدفع الجسم للدخول في حالة من التوتر. مما يدفع الغدة الكظرية، لتحرير المزيد من هرمون التوتر الكورتيزول.
تأكد من أن روتين نشاطاتك اليومية تدعم الصحة العامة للجسم. وليس العكس، الأمر الذي يعيق توازن السوائل والهضم ويرفع مستوى التوتر.
تخفيف حالات التوتر و الضغوطات:
هل لاحظت سابقاً، أن تعكر مزاجك أو التوتر أو الخزن، قد يؤثر على عملية الهضم لديك؟
هنالك ارتباط كبير بين الحالة النفسية، وبين عملية الهضم. وذلك بسبب وجود ارتباط وثيق بين القناة الهضمية، وبين الدماغ والجهاز العصبي.
يوجد في البطانة الداخلية للقناة الهضمية، شبكة من الأنسجة. التي تتواصل مع الجهاز العصبي المركزي، بواسطة الهرمونات والرسائل العصبية.
عندما تشعر بالقلق أو الحزن، يحدث تغير في هذا الخط من التواصل. فيقوم الدماغ بتحويل انتباهه بعيداً عن عملية الهضم، للحفاظ على طاقة الجسم واستخدامها في مكان آخر.
ارتفاع حالات التوتر والضغوطات، تؤدي لارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يؤثر على مستوى السكر في الدم. و يؤثر على طريقة تحرير الهرمونات الأخرى. مما قد يسبب أحياناً الجوع أو الإمساك أو احتباس السوائل.
وجود الجسم في هذه الحالة من التوتر، قد يدفعك لتناول أي طعام يسهل الوصول إليه، دون الانتباه لكونه طعاماً صحياً أم مسبباً للنفخة!
الخُلاصة:
- الإصابة بالنفخة أو انتفاخ البطن، غالباً ما يكون مؤقت. و يحدث نتيجة احتباس الهواء حول منطقة البطن.
- في العديد من الحالات، قد يكون السبب عدم هضم البروتينات بشكل كافِ. أو عدم قدرة الجسم على تحطيم السكريات والكربوهيدرات بشكل كامل. أو بسبب وجود خلل في توازن البكتيريا النافعة في القناة الهضمية، أو نتيجة ارتفاع حالات التوتر.
- تناول بعض الأدوية، أو وجود مشاكل صحية كامنة، قد تسبب النفخة، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي أو التهاب القولون التقرحي أو حالات التحسس الغذائي.
- إحدى أفضل الطرق للتغلب على هذه المشكلة، هي من خلال تحسين عملية الهضم، و التأكد من الحصول على كمية كافية من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية يومياً، و تناول كمية وفيرة من الماء والسوائل.
- ممارسة التمارين الرياضية والتحكم بحالات التوتر والضغوطات، قد يساعد في تخفيف مشكلة النفخة والقضاء عليها.
المراجع:
https://www.nhs.uk/conditions/bloating
https://draxe.com/health/how-to-get-rid-of-bloating
https://www.healthline.com/nutrition/proven-ways-to-reduce-bloating
https://www.everydayhealth.com/digestive-health/10-ways-get-rid-bloating
https://www.webmd.com/digestive-disorders/remedies-for-bloated-stomach